الفصل الرابع عشر
كرامتي
ما أن نزلت من السيارة حتى تحركت للبيت دون اهتمام به ودخلت أيضا دون انتظاره ولم تعرف ما إذا كان سيلحق بها أم لا ولكن ما أن سكبت بعض الشاي حتى سمعت الباب الخارجي يغلق وسمعت أقدامه تتحرك تجاه المطبخ فلم تنظر له وهو يقول بغضب
"والآن هل لديكِ تفسير للجنون الذي كان بالمطعم؟"
نظرت له وقالت "أنت لم ترى الجنون بحق زهير، عندما تأخذني المرة القادمة لأي مكان تأكد ألا تكون عشيقتك هي الطرف الثالث لأني لن أكون متفهمة كالليلة"
تقدم للداخل حتى وقف أمامها بعيون مشتعلة من الغضب وهو يقول بحدة "أنا لم أصطحب أي عشيقة معي، راشيل كانت مجرد امرأة.."
صرخت به "كفى، لا أريد أن أعرف ماذا كانت فقد تولت هي توضيح الأمر جيدا عندما تحدثت عن إمكانياتك بالفراش وقبلاتك ولمساتك"
وتحركت من جواره للخارج تاركة إياه مرة أخرى بنفس الحالة من الغضب فالتفت وتبعها للخارج ولكنها كانت قد دخلت غرفتها وجلست على طرف فراشها لتخلع حذاءها فقال "كنتِ تعرفين من أنا يوم تزوجنا"
لم تنظر له وقالت "هذا صحيح ولكني لم أعرف أن علي أن أرافقهم معك"
ونهضت لمائدة الزينة لتخلع الأقراط وتفك شعرها فرأته يتحرك تجاهها والغضب يسكن عيونه وهو يقول "لم أكن أعلم أنه يخرج معها بريهان وهو بالأساس أمر لا يعنيني فعلاقتنا انتهت قبل أن أقابلك"
التفتت لتواجه وقالت "حديثها لا يخبرني بذلك"
رد بقوة "حديثها لا يعنيني بشيء بريهان، أنا من يجب أن تثقي به"
صفعته بكلماتها "اتفقنا على أنك لم تنال ثقتي بعد زهير فكيف أفعل؟"
اشتعلت عيونه من كلماتها وشعر بالإهانة تدفعه أمتار للخلف فظل صامتا لحظة قصيرة قبل أن يلتفت ويتحرك للخارج وسمعت الباب يغلق بقوة وصوت سيارته تبتعد بصرير مخيف وسط صمت الليل، شعرت بوهن بساقيها فسقط على مقعد مائدة الزينة وهي تراجع كلماتها له، هي حقا لا تثق به ولن تفعل لطالما ستواجه مثل تلك المواقف فكيف يمكنها تحملها؟ متى ستدرك أنه حقا لها وحدها؟ هذا حلم لن يكون أبدا
كانت تعلم أنها أهانته بكلماتها ولكنها تعلم أيضا أنها على حق، جافاها النوم وقد شعرت بالفراغ بذهابه، وجوده بالبيت عنى لها الكثير، لم تكن تشعر بالوحدة ولا بالخوف لكن الآن مع صوت الثلج على الزجاج أصبح الخوف والحزن رفيقاها
بالصباح استيقظت بصداع على صوت بالخارج فأدركت عودة ميرا، كانت السابعة، رن هاتفها فاعتدلت وتمنت أن يكون هو ولكن اسم أليكس كان البديل
عندما خرجت كانت ميرا تعد الإفطار، تناولته بدون شهية وأنهت القهوة ثم تحركت عندما رأت السائق ينتظرها وقد بحثت عيونها عن سيارته وانتظرت قليلا ربما وصل كعادته ولكنه لم يفعل فركبت سيارتها وطلبت المشفى
أنت تقرأ
الماضي الملوث بقلمي داليا السيد
Romanceكلاهم لده ما يفر منه، ماضي أليم، حزين أو ملوث، يلتقيان وتجد نفسها تريده وتقبله ولكنها تستيقظ فجأة من الأحلام على كابوس مؤلم