الفصل العشرين

53 8 5
                                    

الفصل العشرين

خطف

ابتلعت الكثير من المياه المالحة الباردة مما أحرق صدرها وبدأت أنفاسها تنقطع بالطبع وهي تحاول فك يداها وما زال جسدها يغوص بالمياه والأمواج تضربها بقوة وتجذبها للداخل ولكن فجأة وجدت يدا قوية تجذبها للسطح بقوة

شهقت بصعوبة عندما التقى وجهها بالهواء وسعلت بشدة كي تطرد المياه التي ابتلعتها وشعرت بذراعين قويتين تحملها لتخرجها ولكن ليست ذراع زوجها ولا دقات قلبه ولكن شخص ما أنقذها من الغرق الأكيد

عندما وضعها الرجل على الرمال سعلت كثيرا لتخرج المياه والصوت الذي تعرفه يقول "أخرجي المياه بيري، لا تخشي شيء أنتِ بأمان"

وأخيرا استعادت نفسها وفتحت عيونها لتواجه هاري الذي تفاجأت به منذ سمعت صوته ولم تفهم سبب وجوده هنا وكيف وصل لها وأين ذهب محمود؟

ارتجف جسدها من البرد وما زال هاري يحيطها بذراعيه وهي تستند على صدره فقالت وأسنانها تصطك ببعضها البعض "ماذا تفعل هنا هاري؟ كيف عرفت بمكاني"

لم ترى وجهه وهو يقول "ليس هذا وقت التساؤلات بيري دعينا نذهب من هنا"

ولكن صوت محمود عاد مرة أخرى بقوة "لا، هي لن تذهب قبل أن آخذ حقي هاري"

ساعدها هاري على الجلوس ونهض مواجها محمود الذي كان يمسح وجهه بظهر يده من الدماء وهاري يقول "ابتعد عن بريهان محمود، هي لا دخل لها بما يحدث"

اقترب محمود من هاري وعلى ضوء القمر لاحظت الدماء التي تنزف من فمه وقال "وماذا هاري؟ أنا لن أرحل خالي الوفاض، هو لم يأتي وفر مني لذا لابد أن يدفع الثمن وهي الثمن"

ظل هاري بمكانه وقال بهدوء "أخبرتك ألا دخل لك بها حسابك معه هو"

هتف محمود "لماذا تعترض الآن وأنت من وضع الخطة من الأساس"

شهقت هي بعدم تصديق وهتفت "لا"

صرخ هاري بالرجل "محمود كفى"

ولكن محمود قال "وإلا ماذا؟ لا هاري لن أتركك تفوز، مدام، هاري هو من دبر كل ذلك و"

لم يكمل وصوت طلق ناري صم الآذان ينطلق لمحمود الذي وضع يده على جسده وعادت هي تشهق مرة أخرى بفزع ورعب وتضع يداها على فمها ورغم الظلام إلا أنها رأت الدماء تنزف من تحت يد محمود الذي تهاوى على الأرض بينما تحرك هاري تجاهها فصرخت

"ابتعد عني"

ولكنه لم ينتظر وهو يحملها ويسرع بها بعيدا عن الرمال وهي تصرخ به كي يتركها حتى وصلا لسيارة تقف بجوار سيارة أخرى ووضعها داخلها وقال "توقفي عن الصراخ بيري فلن يسمعك أحد"

ولم يمنحها فرصة وهو يخرج شريط لاصق من تابلو السيارة ويضعه على فمها وهي تقاومه بوجهها دون جدوى ثم تحرك وركب بجوارها وهو يقول "آسف بيري لم أكن أريد أن تصل الأمور لهذا الحد ولكن هذا الغبي اضطرني لذلك"

الماضي الملوث بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن