الفصل الخامس

57 7 3
                                    

الفصل الخامس

ساق صناعي

لم تبكي لأنها استسلمت لحياتها منذ سنوات ولن تتبدل اليوم وهي تعرف أن رجل مثل زهير سيندم أصلا أنه عرض ذلك العرض، بالتأكيد كان ثمل وقت أن فعل، كما أنه لو عرف حقيقتها فلن تراه مرة أخرى أبدا

استلقت على الفراش بملابسها ونامت من الصداع والتعب

بالصباح تحرك لمكتب هاري الذي خرج له وهو يرحب به ويقول بحرارة "آسف أن اضطررت لدعوتك هنا لم يمكنني الانتهاء من الاجتماع مبكرا لآتي لك بالفندق"

فتح جاكته وجلس أمام هاري وقال "لا داعي لكل ذلك هاري، أنا أفضل المكتب بالنسبة لأمور العمل"

تناقشا بالعقد مرة أخرى حتى اتفقا فقال زهير "جيك سيوافيكِ ببيانات أول صفقة"

هز هاري رأسه ونهض لمكان جانبي أخرج كأسين وسكب مشروب بهما وعاد له مرة أخرى سلمه كأسه وجلس وهو يقول "تمام، بيري سيكون لديها بعض الأمور المشتركة بيننا، صحيح هل كانت بخير بالأمس؟ اتصلت بها فلم تجيب"

أبعد وجهه وهو يشعل سيجارة ونفخ دخانها قبل أن يجيب "كانت بخير، تبدو مهتما بها!؟"

ابتسم هاري وقال "لو لم تكن الديانة لتزوجتها"

جذب نفس عميق من السيجارة وأخرجه بغضب قبل أن يقول "ولكنها ترفض الرجال كما عرفت، وتلك الملابس الغريبة تجعلها امرأة من الستينات"

تناول هاري مشروبه ونظراته بعيدة وقال "لابد أن تفعل"

ضاقت عيون زهير وسأل "تفعل ماذا؟ على ما أذكر ما زالت بالثلاثين فلماذا تدفن نفسها بأذواق منفرة؟ هل لديكم الرجال تفضل هذه الأذواق؟"

التفت له هاري بضيق وقال "كفى زهير، بريهان ليست هكذا، كل الأمر أنها لا تستطيع ارتداء ملابس أخرى هي لا تقوى على أن تفعل"

ظل يحدق بهاري وهو لا يفهم شيء والدخان يتطاير بينهم حتى قال "لا أفهم، لا توجد امرأة لا تهوى الجميل من الملابس وإظهار مفاتنها هاري"

نهض هاري وهو ينهي مشروبه وسكب آخر ثم نظر لزهير وقال "ولكنها لا تستطيع زهير فلديها ما يمنعها"

نهض زهير وأطفأ السيجار وتحرك لهاري حتى وقف أمامه وقال "الذي هو ماذا؟"

ظل هاري ينظر له والتردد بعيونه وهو يقول "ستغضب بريهان مني لو تحدثت بما يخصها خاصة ذلك الأمر فهو يؤلمها حقا"

دق قلبه بقوة وبدا نافذ الصبر وهو يتناول ما تبقى من مشروبه دفعة واحدة ثم قال "والسكوت عنه أيضا قد يؤلمها هاري خاصة لو مسه أحد دون قصد، هل تخبرني ما هو السر؟"

ابتعد هاري وقال "بيري لديها ساق صناعي زهير، لذا هي ترتدي تلك الملابس الطويلة والبنطلونات وبالطبع لديها اعتقاد أكيد بأن لا مجال للزواج بحياتها وبالطبع أنت تفهم الباقي"

الماضي الملوث بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن