الفصل التاسع عشر

46 12 5
                                    

الفصل التاسع عشر

دمار

الشرطة ملأت المكان والاسعاف تتحرك بجسد لويس وكارين التي وصلت بحالة من الذعر لا تتركه والدموع تصاحبها بينما التف رجال الشرطة حوله محاولين إيقاف غضبه المتفجر على كل من حوله دون جدوى وقد انخلع قلبه من صدره عندما لم يجدها حوله غير مصدق أنها ليست معه..

هاتفه رن وسط الزحام فأخرجه ليسمع صوتا غريبا يقول "تعالى لتحصل على زوجتك، وحدك"

ابتعد من وسط رجال الشرطة ورجاله الخاصة وقد انتبهت كل خلية منه للصوت الذي يتحدث وقال "من أنت؟"

ضحكة ساخرة مرت عبر الهاتف ثم هدوء غريب تبعه الصوت "عندما تأتي ستعرفني"

أصابعه قبضت على الهاتف بقوة وهو يقول "ماذا تريد؟"

كان يحاول أن يكون هادئا رغم النيران التي بداخله والرجل يقول "عندما تأتي سأخبرك"

رفع رأسه وهو لا يفهم شيء ثم قال "المكان؟"

قال الرجل "أرسلت لك الموقع، البحر هنا رائع وزوجتك تجيد السباحة ولكن ماذا لو كانت بساق واحدة ويدين مقيدتين؟ أسرع ولا تتأخر"

وأغلق الخط فاندفع لسيارته دون اهتمام بالرجال التي كانت تناديه وقاد السيارة بجنون لم يتراجع عنه وهو يتخيلها بالبحر وحدها وساقها غير موجودة وهي لم تفعل من قبل فجن جنونه أكثر وهو يقود بالطريق الجبلي فداس على البنزين أكثر والطريق متعرج وخطر ولكنه لم يهتم بل كان كل تركيزه بالمرأة التي يحيا من أجلها..

فتحت عيونها على نسمات هواء باردة تصفع وجنتها وشعرت بشيء ناعم تحت جسدها وعندما استعادت كامل وعيها أدركت أنها رمال البحر من صوت أمواجه التي وصلت لأذنها ورائحة اليود التي اخترقت أنفها، كان الغروب قد وصل وهي تحاول أن تعتدل ولكنها وجدت ذراعيها مقيدتين بالخلف كما اكتشفت أن ساقها الصناعي ليست بمكانها حاولت أن تلتفت لترى ماذا يحدث حولها ولكن صوت جهوري قال بالعربية

"لا داعي للحركة مدام، وضعك هكذا أفضل"

التفتت برأسها لترى رجلا يتقدم من خلف رأسها ووجه مقنع فقالت بفزع "من أنت؟ ماذا تريد مني؟"

ضحك بصوت مرتفع وقال "منكِ؟ لا شيء، من زوجك؟ نعم بالطبع"

ضاقت عيونها وقالت "زوجي!؟"

جلس على الرمال أمامها وقال "نعم زوجك، الرجل الذي تظنين أنه ملاك"

شعرت بأنها تعرف الصوت أو سمعته من قبل ولكن لا تذكر، قالت بخوف يسكنها "ماذا تريد منه؟"

قال بنبرة ألم "حقي"

لم ترد للحظة ثم قالت "أنت مصري؟"

قال بهدوء "بالتأكيد ألا أتحدث العربية بطلاقة؟"

الماضي الملوث بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن