الحلقة التالتة
_نيرة الحداد رجعت النهاردة من السفر
دخل أمجد صاحب أيوب مكتبه من غير ما يخبط وهو بيقول الجملة دي، اتحرك ناحية اللي كان قاعد على مكتبه شغال على اللاب توب بتاعه وبصله باستغراب لإن ملامحه متبدلتش، بل حرك شفايفه ببرود وهو بيقول_ما ترجع!
قعد على الكرسي من الناحية التانية من المكتب وحط رجل على رجل وهو بيضيق عينيه البنية بتعجب وقال_ما ترجع!
هو ده ردك؟!
رد عليه ايوب ببرود برضه_المفروض اعمل إيه يعني؟
اروح استقبلها بالاحضان؟
حك أمجد خصلاته البنية وهو قلقان من برود صاحبه اللامتناهي وقال_مش خايف لتعملك فضيحة قصاد الصحافة؟
خصوصًا إن مقابلتكوا الأخيرة مكانتش هينة.
خلص جملته ورجع بالذاكرة لعدة شهور ورا، بنت جميلة، بجسد ممشوق زي عارضات الازياء، بشعرها الاسود اللي قصاه لحد رقبتها، واقفة بتصرخ في نص الشركة بإنهيار_وحيات أمي ما هسيبك يا ايوب، اطلعلي برا بقولك!
نهت جملتها وهي بتمسك تحفة غالية كانت محطوطة على المكتب وخبطتها بكل قوتها على باب المكتب المقفول فاتهشمت بعنف واتنطرت شظاياها في المكان
كانت سكيرتيرة أيوب لازقة في زاوية ما وهي باصة للمجنونة اللي قدامها برعب ومش عارفة تتصرف، خايفة تنطق بأي جملة فتنال من بطشها جانب
أما جوا في المكتب كان قاعد أيوب على الكنبة حاطت رجل على رجل وماسك كاس في إيده فيه نبيذ بيحركه ببطء وهو مبتسم ببرود، حس أمجد بالتوتر وقاله_وبعدين، هتعملنا فضيحة هنا!
هز أيوب راسه وقال_سيبها تطلع اللي جواها، أنا عارف آخرها كويس
ضم امجد شفايفه بتوتر، الصويت اللي برا مش راضي يهدى، وشوية شوية الصحافة هتشم خبر وهنبقى حديث الأسبوع، خصوصًا إن نيرة موديل معروفة برضه
قام وقف وهو بيقول بعدم راحة_لأ، كده مش نافع، أنا هخرج أحاول أهديها
شاورله أيوب بحواجبه بمعنى اللي عايزه اعمله، وبالفعل اتجه أمجد ناحيته الباب، وبمجرد ما فتحه لقى فاظة تقيلة بتلبس في دماغه...
اتنفض على الذكرى دي وحط إيده في رد فعل تلقائي على مقدمة دماغه مكان الجرح وهو بيبلع ريقه بقلق، لمحه أيوب فمقدرش يمسك نفسه وفضل يضحك جامد
برم أمجد شفايفه بضيق وقال_اضحك اضحك، ما أنا اللي اتعلم عليا مش أنتَ
حاول أيوب يكتم الضحك على قد ما يقدر، فكمل أمجد_اللي هيجنني إنك خرجت بمنتهى البرود، وروحت مايل عليها موشوشها كلمتين خليت وشها قلب ألوان ومن بعدها اختفت.
ابتسم أيوب وقال بثقة_مش قولتلك عارف آخرها، اللي زي نيرة نفخة على الفاضي
اتصنع امجد التفكير وقال_اممم يعني مهددتهاش؟
تؤ تؤ عارف آخرها
كشر أيوب مرة واحدة وقال_سيبك منها وخلينا في الشغل، لو عايزة تجني على نفسها تبقى تقول لحد بس إنها تعرفني
وبعدها كمل شغل على اللاب وهو مش شاغل باله بيها تمامًا، ازاي وهو معاه ورقة كسبانة
كالعادة
أيوب الحسيني هو اللي متحكم في اللعبة..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت في أوضتها بتفكر، واخدة الأوضة رايح جاي، بتحاول تحكم خطة كويسة، قررت في الآخر تخرج تدور على أوضته من وسط الأوض اللي موجودة، عشان تشوف مكان المكتب الغريب اللي جواها، بالفعل اتحركت وفتحت الباب وهي بتطل براسها منه تشوف إذا كان في أي حد من الخدم موجود ولا لأ، ولما ملقتش حد ابتدت تتحرك وهي بتقول_يلا بسم الله
اتحركت ناحية أول أوضة وفتحتها ولكنها كانت صغيرة متديش إنها تخصه، في التانية والتالتة نفس الوضع، مرة اوضة مكركبة، مرة أوضة مش باينلها ملامح، لحد ما وصلت لأوضة في آخر الممر، كان باين إن فيه فاصل مش صغير بينها وبين باقي الأوض كإنها واخدة مساحة كبيرة، فتحتها بتوتر وفلحظات ارتطمت انفاسها بريحته القوية اللي قدرت تميزها، الريحة اللي بقت توترها زيادة،
بلعت ريقها بتوتر ودخلت لجوا وهي بتتأمل الأوضة اللي كانت مزيج بين اللون الرصاصي والاسود بأثاث كلاسيكي أنيق يشبهه!
الغريب إن الأوضة تشبهه فعلا وقدرت تميزها
سرير مترتب عليه ملاية رمادي، كنبة وتسريحة مليانة ببرفاناته، اتحركت ناحية التسريحة اللي كان مرصوص عليها ساعات كتيرة كلها ماركات غالية مدت إيديها تلمسهم بإنبهار، ساعة واحدة من دول كفيلة تعيشها عيشة ملوك اتحركت بعيونها لازايز برفيوم مرصوصة كلها نوع واحد!
كإنه شخص روتيني مبيغيرش في نفسه
ولكنه بيغير في الستات عادي!
قربت من واحدة وفتحتها وهي بتقربها من أنفها وبتستنشقها، لوهلة حست إنها واقفة قدامه وهو محاوطها بجسمه اللي يفوق حجمها بمراحل، ولكنها هزت راسها بسرعة وسابت الازازة تاني وهي بتنهر نفسها وبتقول_إحنا هنخيب ولا إيه!
اتنقلت بنظراتها في الاوضة فشافت باب جنب دولاب هدومه، اتحركت ناحيته ومدت إيديها تفتحه، ولوهلة لحقت نفسها ووقفت بعد ما افتكرت كلام أمينة عن إن فيه كاميرا موجودة في المكتب، واللي الأكيد لو فكرت تفتح الباب هيبان ليه وهيعرف إنها مزقوقة عليه بما إن ده أول مكان راحتله.
وقفت تفكر، كانت محتاجة تعرف المكان اللي بيتم التحكم في الكاميرات منه الأول عشان تقدر تفصلها
فضلت تدور من غير فايدة، فتحت الدولاب تشوفه في ادراجه يمكن توصل لحاجة تساعدها من غير فايدة برضه
لوهلة وقفت مكانها وتمتمت_موبايله!
خبطت على راسها بضيق وهي بتقول_إيه الغباء ده!
ما أكيد منزل الابلكيشن على موبايله!
وقبل ما تستوعب سمعت صوت الباب بيتفتح ببطء، برقت برعب وبلعت ريقها وهي حاسة إنها اتقفشت خلاص لا محالة...
أنت تقرأ
منتصف تشرين للكاتبة / منة ممدوح البنا
Romansa_مليون كفاية؟ اتلجلجت من المفاجأة وقالت بتلعثم_بـ بس... قاطعها وهو بيبصلها بتركيز_٣مليون... دولار برقت من الدهشة وهي مش مستوعبة الرقم، مكانتش متخيلة إن خصم زي ده يكون غالي بالشكل ده، وقبل ما يديها فرصة تفكر قال_يبقى ٤مليون دولار هتاخدي منهم مقدمًا...