الحلقة العاشرة

242 10 1
                                    

الحلقة العاشرة

متجمدة تمامًا بين إيديه، نبرته المعذبة ونظراته الصادقة اللي مليانة حب
متخيلتش إن مشاعره وصلت للشكل ده!
هتوافق ازاي وهتبني حياتها ازاي على خدعة وهي معرضة في أي وقت تتضطر تغدر بيه!
كان نفسها في الوقت ده تترمي بين إيديه وتقوله إنها كمان حبته
ياقوت الغير صالحة للعلاقات وقعت في حبه!
ولكن ماضيها واقف قدامها وعامل حاجز كبير بينهم
كان هو باصصلها وملاحظ صدمتها، شايف مشاعرها في عينيها ومستنيها تنطق لدرجة إنه كان بيتوسلها بعيونه، اترعشت بين إيديه وهي بتقول بضعف_أنا...
أنا مش عارفة أقول إيه
شدد من احتواؤه لوشها بين إيديه وقال برجاء_متقوليش غير إنك موافقة
غير إنك حبيتيني زي ما بحبك
إحنا اتخلقنا لبعض يا ياقوت
ربنا بعتك ليا عشان تهدي الجبل اللي كان جوايا وتغيري مبادئي وحياتي
أنتِ عملتي اللي كتير غيرك معرفش يعمله يا ياقوت
خليتيني مش عايز غيرك في حياتي
مش قادر أقرب من واحدة تانية عشان صورتك في خيالي
خليتيني واقف زي الطفل بين إيديكي بتوسلك عشان تقبلي تتجوزيني!
دمعت قصاد كلامه، فكت إيديه وادته ضهرها وهي بتقول بإنهيار_مينفعش
مينفعش يا أيوب!
قرب ولفها ليه وهو بيتأملها وبيقول_ليه مينفعش، مفيش حاجة تمنعنا دلوقتي!
بكت بإنهيار وهي حاطة إيديها على وشها_أنتَ متعرفش حاجة
والله ما تعرف حاجة
مينفعش بالله عليك اسكت!
مسكها من كتفيها وشدد عليهم وهو بيقول بنبرة شارفت على الجنون_عرفيني وانهي العذاب ده
ليه بتمنعيني عنك يا ياقوت
لو مبتحبنيش قوليها في وشي!
شال إيديها من على وشها، وبطرف إيده رفع دقنها وأجبرها تبص في عينه، مال ناحيتها وبصوت أجش قال_قولي وعينك في عيني يا ياقوت، قولي مش عايزاك!
بصت في عيونه بدموع، كانت مليانة عذاب، لقت نفسها بتتسحب جوا تيار عشقه من غير ارادتها، مقدرش تكدب قصاد عيونه، فبدون تردد اترمت في حضنه وهي بتشدد من ضمه وسط دهشته، لحظات واتبدلت الدهشة لابتسامة سعيدة وهو بيشدد لضمها لدرجة إنه رفعها عن الأرض وهو دافن وشه في رقبتها وبيتنهد براحة شديدة لوهلة كان مرعوب من فكرة إنها ترفضه
هو شايف مشاعرها في عيونها ومتأكد
لكن كان خايف ماضيه يقف بينه وبينها
بس في النهاية المشاعر بتغلب أي حاجة، ومن بين دموعها المعذبة همست_بحبك يا أيوب
شددت من ضمه وهي دافنة وشها في كتفه، احساس بالسعادة ممزوج بألم رهيب بيصيب قلبها تمامًا، مقدرتش تنكر قصاد طوفان مشاعره اللي غرقها فيها
لدرجة إنها قررت تلغي عقلها تمامًا وتوافق تعيش لحظات سعيدة معاه حتى لو كانت مؤقتة!
بس كفاية إنها هتبني ذكريات تونسها وسط بشاعة حياتها زمان...
مكانتش متخيلة إنه عايزها تبقى ليه النهاردة قبل بكرا لدرجة إنه يدوب تاني يوم كان مجهز لكل حاجة
مفاقتش غير وهي لابسة فستان أبيض بسيط، واصل لحد ركبتها وبأكتاف واقعة، في حين رافعة شعرها على هيئة كعكة
كانت إيديها بترتجف وهي ماسكة صابع الروچ وبتحط اللمسات الأخيرة من الميكب، مرعوبة؟
بالفعل
ولكن مش قادرة ترفض
عايزة تعيش لحظات سعادة حتى لو هتكون مؤقتة
نفسها تعترفله ولكن خايفة
هتقوله إيه؟
البنت اللي وقعت في حبها مزقوقة عليك عشان تغدر بيك مقابل فلوس؟
ولكن من جواها نوت إنها هتنهي اللعبة دي مع نوح
حتى لو كلفها الأمر حياتها ولكن مش هتطعن أيوب في ضهره بالشكل ده بعد ما اتنازل عن حاجات كتير علشانها!
صوت دقات على باب أوضتها انتشلها من شرودها
اتلفتت وهي بتعدل نفسها وبتقول_ادخل
اتفتح الباب وسبقته ريحته اللي وصلتلها وداعبت انفاسها، فغمضت عينيها بتستنشقها بعمق مع اضطراب دقات قلبها من اللحظة اللي هي مقبلة عليها ومش مستوعبة إنها هتحصل!
فتحت عيونها ووقعت عليه، كان واقف من على بُعد بيتأملها من فوق لتحت، لابس بدلته السودة واللي جملها بـ ببيون اسود، مهذب شعره وفي إيده ساعته الغالية
اتسعت ابتسامته وهو بيقيمها باعجاب واضح، قرب منها بخطى بطيئة سلبت روحها وهو بيصفر بإعجاب فضحكت بإرتباك، مش مستوعبة إن اللي قدامها ده أيوب اللي كانت خايفة على نفسها منه!
دلوقتي مسلماله روحها بارادتها!
لفت حوالين نفسها وهي بتقول بكسوف_حلو؟
_أوي!
قالها بوله وهو بيغمز وبيقرب منها، فضحكت بارتباك وارتفعت الحمرة لوشها من الكسوف، اتأمل ملامحها بعشق وعيون بتومض بحب
مد إيه واحتوى كفها ورفعه بين إيديه، مال وطبع قبلة عميقة عليه سببت رجفة في جسمها ورجع عيونه لخاصتها وهو بيقول_خلاص هتكوني مراتي
حرم أيوب الحسيني
من غير كذب وتزييف!
ابتسمت وهي مسحوبة في عيونه اللي مليانة دفى، بِعد شوية وطلع علبة قطيفة زرقا كانت في إيده التانية، فتحها قدامها وطلع منها عقد أنيق من الياقوت، شاله بين إيديه وهو بيقول_ملقتش غير الياقوت
يليق على ياقوتة حياتي!
كانت حاسة إنها بتنصهر من الخجل، نظراته اللي بتاكلها، عيونه اللي بتتكلم قبل لسانه، كل دي حاجات فوق مقدرتها
قبل ما يلبسها قال بمرح عشان يشيل الإحراج_هتخليني البسهولك ولا هتقلبي عليا؟
ضحكت ولفت واديته ضهرها كإذن ليه، شافته من الانعكاس بتاع المراية وهو بيقرب خطوة منها وبيرفع السلسة على رقبتها، انتهى من تلبيسها ومال ناحيتها طبع قبلة عميقة على تجويف رقبتها، غمضت عيونها هي بتنهيدة مليانة مشاعر جياشة
بعد عنها أخيرًا بعد ما سلب أنفاسها، وهو بيقول_يلا؟
هزت راسها وشبكت إيديها في إيده واتحركوا لتحت.
كان المأذون قاعد ومعاه أمجد وواحد كمان، اتأملتهم برهبة ملحوظة وبأعصاب مشدودة، ولكن حست بيه بيشدد على إيديها كنوع من التشجيع، بصتله فلقته مبتسملها فردتهاله ونزلوا مع بعض لحد ما وصلوا لتحت، سحبلها الكرسي تقعد عليه، وقعد هو الناحية التانية
وابتدت لحظات عقد القران
لحظات مهيبة عدت عليها، كلام المأذون وترديد أيوب وراه وعينه في عينيها وايديهم متشبكة في بعض من تحت المنديل الأبيض
من سعادتها نسيت كل حاجة قالقاها
مفاقتش غير على التبريكات من امجد وصاحب أيوب التاني ومن الخدم اللي بيشتغلوا في الڤيلا

منتصف تشرين للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن