الحلقة السابعة عشر والاخيرة

264 18 5
                                    

الحلقة السابعة عشر "الأخيرة"

مشيت بخطى بطيئة وهي بتتنهد بألم، باين على ملامحها التعب من كل الأحداث اللي اتعرضتلها، فتحت الباب الشقة ودخلت بإهمال لجوا ناحية أوضتها على طول، ولكنها اتجمدت مكانها وهي باصة في الفراغ باستغراب وعقدت حواجبها بتعجب، سرعان ما تراجعت الخطوات اللي مشيتها، اتوسعت عينيها بدهشة وتمتمت_ياسين؟!
كان قاعد في الصالون مستنيها وهو حاطت رجل على رجل، ملامحه متجمدة وغريبة، فجأة ابتسم وهو بيقول_حمدلله على السلامة
بلعت ريقها بتوتر واتجهت ناحيته لحد ما وقفت قدامه وسألت بتعجب_أنتَ مستنيني من امتى؟
في حاجة ولا إيه؟
قام وقف بمنتهى البرود وطلع مفتاح الشقة قدام عيونها، كانت عارفة إن معاه نسخة وده من أيام ما جابلها الشقة ولكن عمره ما استخدمها أبدًا، رماه على الترابيزة باهمال وقرب منها وهو حاطت إيديه في جيبه وبيقول_مفيش
مستنيكِ تخلصي سهرتك مع حبيبك
ولا أقول جوزك السابق؟
جفلت وهي بصاله بأعصاب مشدودة، مرعوبة من فكرة معرفة حقيقتها اللي ممكن تنهي كل حاجة، ارتعشت شفايفها وهي بتهز راسها برعب وبتقول_ياسي....
صرخت بهلع وهي بتقطع كلامها لما قطع الفاصل بينهم وقبض على رقبتها بعنف وهو بيزقها لحد ما خبطت في الحيطة بقوة وراها، اتأوهت بألم ولكن كانت بدأت تحس بضغطه كمان على رقبتها، رفعت إيديها تحاول تبعد قبضته عنها عشان تعرف تتنفس كويس ولكن هيهات كان فارق الحجم والقوة واضح قدامه، ولكنها اتكلمت بدموع_ياسين، هفهمك والله الموضوع مش زي ما أنتَ فاكر، مفيش بيني وبين أيوب أي حاجة!
_اخرسي!
صرخ بيها بغضب فجفلت وهي بتغمض عينها بإرتباك وبلعت ريقها، كانت ملامحه مرعبة، متوحشة، كانت أول مرة تشهد غضب ياسين اللي كان طول عمره لطيف وعمره حتى ما زعقلها!
طلع موبايله من جيبه وفتحه وحطه قصاد عينيها في حين لازالت قبضته ماسكة رقبتها، نقلت عيونها على الخبر اللي كان متوسط الشاشة برعب، أما هو بابتسامة غريبة ردد محتوى الخبر اللي كان حافظه_زوجة أيوب الحسيني اللي صرحلنا بجوازهم بأغرب طريقة
يا ترى إيه سر اختفائها الغريب بعد إعلانهم لجوازهم بفترة قليلة!
كانت عينيها متجمدة على الخبر، بتحاول تتكلم ولكن لسانها مربوط من الصدمة، نقل بإيده الشاشة على صورة تانية لخبر تاني_زواج مفاجيء لأيوب الحسيني رجل العلاقات المؤقتة
يا ترى مين هي زوجته المجهولة؟
كان بينقلها خبر ورا التاني من جرائد مختلفة، وتقريبًا كل الاخبار فيها نفس الصورة اللي كانت متوثقالهم وقت اعلانهم جوازهم، اتملت عيونها بالدموع والرعب في نفس الوقت، متخيلتش إنها تتعرض لموقف زي ده خاصة وإن حياتها كانت ماشية كويسة
وجوده هو شقلب كل حاجة قصادها وهيخسرها ناس كتير!
قفل موبايله وحاطه في جيبه وهو مازال مثبت عيونه عليها، وكمل بابتسامة مليانة سخرية_نيجي بقى للجزء الكوميدي
يادوب بمجرد ما قولتلك أيوب بيه سهران ولمحتلك إنه مع واحدة
مجرد بس ما رميتلك السنارة
ألاقي الهانم في ثانية رايحة على العنوان جري
وبعدين يا حرام ألاقيهم في مشهد رومانسي قصـاد البحيرة!
نهى جملته وهو بيضرب بقبضته بقوة جنب راسها فجفلت هي برعب ورددت_ياسين صدقني أنا مكنتش عايزة ده كله يحصل
ولكن كإن جملتها أشعلت الفتيل أكتر فضرب كذه مرة الحيطة جنب راسها بقبضته وهو بيصرخ بغضب جحيمي_مكنتيش عايزة إيه اللي يحصل ها؟
بتعضي الإيد اللي اتمدتلك؟
بتخونيني وعاملاني كوبري؟
هو ده اللي كنتي متجوزة غصب وكان بيعذبك؟
ده أنتِ متحملتيش تتخيلي إنه مع واحدة تانية وروحتي جري وراه
بتقرطسيني!
نهى جملته وهو بيرخي إيده ولكنه جذبها ورماها على الأرض بعنف فضرخت برعب وهي بترتطم بالترابيزة اللي ازازها اتهشم وجرحها، غمضت عينيها بألم لحد ما حست بخطواته بقت قدامها ففتحت عينيها وهي بتبصله بلوم كان شخصية جديدة تمامًا عليها، متوقعتش إنه يطلع بالعنف ده ولكن هي بتلوم نفسها لإنها هي اللي وصلته للحالة دي!
كان باصصلها من فوق باحتقار وكإنها شيء خبيث، نزل على ركبته لحد ما بقى وشه في وشها وأنفاسه بتضربها بعنف، وهمس من بين أسنانه بغضب_مش ياسين العمري اللي يتعمل كوبري!
مد إيده وجذب خصلاتها بقوة فاتأوهت بألم أما هو قرب منها أكتر وهو بيقول_صدقيني هندمك على كل حاجة يا ياقوت
هندمك على استغفالك ليا
هخليكي تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه
رمى خصلاتها بقرف كإنها شيء حقير، ووقف واتجه لبرا وعلى وشه معالم الغضب، ولكنه اتجمد لما قالت_بلاش يا ياسين
متبقاش كده!
اتحاملت على ألمها وجروحها وقامت من وسط الزجاج بحذر ووقفت وهي بتقول_أنتَ الشخصية الوحيدة الكويسة في حياتي
أنتَ وليلى والوحيدين اللي حبوني من غير مقابل
بلاش تتحول وتبقى مسخ حتى لو كان بسببي
أنا اتعودت على ياسين الحنين اللي عمره ما بيقسى
ارجوك خليك زي ما أنتَ
أنا مستاهلش تبقى وحش بسببي
التفت ليها وجز على أسنانها وهو بيقول_كويس إنك عارفة إنك متستاهليش
بالأصح متستاهليش واحد زيي!
أنتِ تستاهلي اللي زي أيوب، اللي يسيبك تهربي على هنا وتبقي في بلد غريبة مش عارفة فيها راسك من رجلك
تستاهلي اللي يسيبك تايهة ومش لاقية مكان يلمك!
غمضت عينيها بألم من قسوة كلامه ورجعت فتحتهم وهي بتقول_صدقني أنا مكنتش واخداك كوبري عشان ارجع ليه
أنا آه كنت عايزة أنساه
مكانش عندي نية أبدًا إني ارجعله والله العظيم
أنتَ أي واحدة تتمنى تكمل حياتها معاك
وكنت هكمل
والله كنت هكمل قصاد كل اللي بتقدمهولي
بس القلب وما يريد يا ياسين
حست إن ملامحه ابتدت تلين، إداها ضهره وهو بيجز على أسنانه بقوة، فكملت هي بدموع وضعف_لما حبيت أيوب مكانش بإرادتي
لو كان عندي ذرة عقل مكنتش هحب واحد زيه
ولكن غصب عني
وغصب عني برضه مش قادرة أنساه
أنتَ نفسك مجرب الحب
عمر ما إرادتنا وقفت قصاده مهما كان الشخص اللي قدامك وحش ومليان عيوب
وأنا ضعيفة قدام أيوب يا ياسين
بكل عيوبه وذكرياته السيئة اللي سابهالي
بس برضه مقدرتش أمحيه من قلبي
زي المرض انتشر جوايا، كل محاولاتي عشان انساه فشلت
لسة قلبي بيطالب بيه لحد دلوقتي رغم إن عقلي كان بيقولي قدامك ياسين
راجل عمرك ما هتلاقي زيه!
شهقت بألم وهي حاسة بغصة بتتوسط صدرها، وضعفت نبرتها وهي بتقول_أنا تايهة يا ياسين
تايهة ما بين احساسي بالذنب ناحيتك
وما بين مشاعري لأيوب اللي مقدرتش أشيلها من جوايا
أنا مدياك عذر لكل اللي عملته، وحاسة بالوجع اللي جواك
ولكن بالله عليك متمحيش الأثر الحلو اللي سيبتهولي
متتغيرش وخليك ياسين الطيب اللي أي بنت تتمناه
واعذرني إني مليش حكم على قلبي!
سامحني...
نزل راسه لتحت بألم، لوهلة لانت ملامحه تمامًا من ناحيتها ومقدرش يقسى أكتر من كده، ضم قبضة إيده بقوة وهو حاسس بوجع جواه بينهش في صدره
من امتى والشخص ليه سلطان على قلبه؟
الحب بييجي من غير مقدمات، استحالة إنك تقدر تنهي الحب ده لمجرد إنك مش عايزه!
استنت إنه يرد عليها، ولكن لقيته بيضم قبضته بإنفعال لدرجة إنها ابيضت، وسابها وخرج وهو بيرزع الباب بقوة لدرجة إنها جفلت منه
اتجهت هي لأقرب كرسي واترمت عليه وهي بتبكي وبتشهق بإنهيار، كل حاجة حواليها باظت
ياقوت اتدمرت...

منتصف تشرين للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن