الحلقة الحادية عشر
فضلت واقفة مكانها مشدوهة لحد ما غاب عن عينيها، لقت نفسها بتبكي بعنف، اتلفتت حواليها وبعدين راحت قعدت على الرصيف بقلة حيلة، حطت إيديها على وشها بتمسح دموعها ولكن لوهلة ضرب ضوء في وشها، شالت إيديها من على عينيها وبصت بصدمة
كان أيوب!
مهانتش عليه إنه يسيبها لوحدها ويمشي!
كان باصص قدامه وهو واقف قدامها بالعربية، مشدد على المقود بقبضته، فابتسمت من وسط دموعها
رغم كلامها
ورغم غضبه
إلا إنه متخلاش عنها برضه!
قامت وقفت وهي بتنفض هدومها واتحركت وركبت جمبه في العربية، فاتحرك بيهم من غير ما أي حد فيهم يتكلم
وسكتت هي تجنبًا لنوبة غضب تانية..
كانت عاملة زي الطفلة الصغيرة وهي طالعة وراه بعد ما وصلوا
محاولش هو يتلفتلها
دخل أوضتهم وهي وراه وقالت_أيوب..
ولكنه مداهاش أي اهتمام وهو بيطلع هدومه من الدولاب وبيتجه للحمام
اتجمد لما لقاها قربت منه وحاوطت خصره بإيديها بقوة في حين ساندة براسها على ضهره
مكانتش عايزة تنهي الطمأنينة اللي سرت في حياتها لأول مرة على إيده
هي عارفة إنها هتنتهي ولكن مينفعش بالسرعة دي!
غمض عيونه بقوة وابتدت أنفاسه تتقل من لمستها، حست هي بتأثيرها عليه واتكلمت بنبرة ضعيفة_متدينيش ضهرك
أيوب أنا ما صدقت إني بقيت بين إيديك!
اتلفت ليها وهو باصص لعيونها اللي كانت مترقرقة بالدموع، فكملت هي_أنا عارفة إنك حاسس إني بعايرك
وإني مش واثقة فيك
بس أنا مسلماك روحي، ومسلماك حياتي يا أيوب
حس إنه قدام طفلة صغيرة شايفاه كل حياتها، نظرة عينيها كلها ضياع ولكن بتستكين لما تثبت عليه، رفعت إيديها وحاوطت وشه بحنان وكملت_أنا مراتك
يعني جزء منك
هشاركك الوحش قبل الحلو
متعملش حواجز بينا عشان خاطري
متحسسنيش إني غريبة
لقى نفسها بيميل عليها وبيسند جبهته على جبهتها، في حين رفع إيديه بيملس على خدها، غمض عيونها وهو بياخد نفس طويل معبأ بأنفساها من قربهم، وهمس بصوت أجش_أنتِ بتعملي فيا إيه!!
ابتسمت هي وتمتمت_بحبك...
مكانش كفاية عنده الاعتراف ده، كان لازم يدوقه بنفسه من بين شفايفها، وغاب بيها لعالم عرفته بين إيديه
بتعيشه بكل جوارحها وكإنه آخر لقاء ليهم مع بعض....اتململت من نومها بعد ما حست بيه بيطبع قبلة على جبهتها وبعدين قفل باب الأوضة، فتحت عينيها وهي بتتمطع بكسل، بصت على الساعة اللي متعلقة على الحيطة فلقتها مقربة على ١٠ الصبح.
قامت بكسل بصت عليه من الڤراند فلقته خارج لبرا رايح شغله
ابتسمت وهي بتراقبه لحد ما ركب عربيته وغاب عن عينيها
اتلفتت ولوهلة وقعت بنظراتها على أوضة المكتب المقفولة
اتجهمت ملامحها وحست بغصة ابتدت تتوسط حلقها
هي لحد دلوقتي قاصدة إنها متدورش وراه
هي عايزة تسيب في ذاكرتها أيوب اللي معاها دلوقتي
مش ماضيه!
خدت شاور وغيرت هدومها ولقت نفسها هي اللي حابة ترتب الأوضة من غير تدخل حد فرتبتها وهي بتدندن بسعادة
خرجت واتجهت لأوضتها القديمة، مسكت التليفون الصغير اللي معاها وفتحته
انصدمت لما لقت رسالة جيالها من نوح وهو بيقولها
_صحابك القدامي بيدوروا وراكي
مش واحشينك؟!
لوهلة اتجمدت وضغطت على الموبايل بين إيديها بقوة، وبعد ما كانت ملامحها باين عليها السعادة اتبدلت لغضب رهيب وجحيمي، شددت من قبضتها على التليفون
فيه حساب قديم لازم تصفيه معاهم
مش هتسمح لأي حد يبوظ حياتها الحالية
خبت التليفون تاني ورجعت لأوضتها تغير هدومها وتجهز لزيارة اتأخرت على ما عملتها...
بعد ما انتهت كانت بتفكر ازاي تقدر تخرج من غير ما تثير الجدل
لحد ما لقت نفسها نزلت للمطبخ
حضرت شوية أكل وحطتهم في حافظة، وخرجت لبرا
لقت واحد من الحراس رايح ناحيتها، بالطبع كان لسة فيه أوامر من أيوب عشان يخلوا بالهم منها
ولكنها قالتله بحزم_اديني عنوان مكتب أيوب
وياريت متعرفهوش إني رايحاله حابة اعملهاله مفاجأة
هز ليها راسه باحترام وبالفعل اداها العنوان، فكملت متصنعة إنها افتكرت حاجة_صحيح
مش لازم حد ييجي معايا، كده كده المكان قريب وهبقى مع أيوب
رغم التردد اللي كان باين على ملامحه، إلا إنه هز ليها راسه باحترام في الآخر وبِعد شوية عشان تعرف تخرج بالعربية
بالفعل استقلتها وخرجت على العنوان اللي اخدته، كانت عارفة إنها حتى لو حذرت إنهم ميقولوش لأيوب ولكن في الاول والآخر مش هيخبوا عليه حاجة
وصلت للمكان اللي فيه العنوان، كان نائي شوية، كان عبارة عن مبنى مش كبير أوي فيه كل المكاتب بتاعة الموظفين، ولكن وراها مجموعة مصانع كبيرة للحديد
وقفت تتأمل المكان لبرهة، وبعدين اتجهت لجوا وهي بتسأل عن مكتب أيوب لحد ما دلوها عليه
طبعًا مسلمتش من نظرات الفضول خاصة إن الكل كان عارف إنها مراته من الصور اللي انتشرت على السوشيال ميديا مؤخرًا
فتحت باب مكتبه ودخلت وهي بتقول_سيربرايز!
كان قاعد على مكتبه وشغال على اللاب توب بتاعه، رفع عيونه ليها وقام وقف اتجه ناحيتها وهو بيقول_هي دي المفاجآت ولا بلاش!
حاوط خصرها وطبع قبلة على خدها، فبعدت عنه واتجهت للمكتب حطت عليه حافظة الأكل واتلفتتله وهي بتقول بمرح_أنتَ فاكر يعني عشان مشيت قبل ما اصحى هسيبك؟
لا يا روحي بعد كده وجبة الفطار دي اجباري!
ضحك وهو بيقرص أنفها برقة فكشرت بضيق مصطنع وهي بتزق إيده، فقال_بيض بالبسطرمة برضه؟
همهمت وهي بتهز راسها، فغمز بعبث وهو بيقول_وبالنسبة للجبنة الكريمي؟
لكزته في كتفه بإحراج وهي بتنهره_أيوب!
ضحك أكتر وهي بتتأمله بحب، لحد ما قالت_أنا هرجع البيت يا استاذ حمدي الوزير!
حبيت أجيبلك الفطار بس
كان حاسس بمشاعر غريبة من اهتمامها بيه، فابتسم ورفع إيده احتوى وشها في حين بيملس بأنامله على وجنتها وتمتم_ياقوتة حياتي!
ابتسمت برقة وهي بتبادله بنظرات مليانة حب، لحد ما بعد عنها فودعته وخرجت، ركبت عربيتها ومشيت ناحية طريق البيت
ولكن على آخر لحظة غيرت طريقها واتجهمت ملامحها اللي كانت مبتسمة، لبست نضارتها الشمس وفضلت باصة في الطريق قدامها وهي سرحانة..
أنت تقرأ
منتصف تشرين للكاتبة / منة ممدوح البنا
Roman d'amour_مليون كفاية؟ اتلجلجت من المفاجأة وقالت بتلعثم_بـ بس... قاطعها وهو بيبصلها بتركيز_٣مليون... دولار برقت من الدهشة وهي مش مستوعبة الرقم، مكانتش متخيلة إن خصم زي ده يكون غالي بالشكل ده، وقبل ما يديها فرصة تفكر قال_يبقى ٤مليون دولار هتاخدي منهم مقدمًا...