الحلقة الخامسة عشر

288 15 1
                                    

الحلقة الخامسة عشر

البُعد بينسي
مجرد كدبة اتقالت للمواساة وتهوين لحظات الفراق الصعبة
لكن الحقيقة البُعد عمره ما كان بينسي
بل بيوهم بالتخطي
ومع اول لقاء بتكتشف إن مشاعرك مازالت كبدايتها
نفس اللهفة
مع الحنين...

كان حاسس بالصدمة، اتجمد قصادها، عيونه بس اللي بتتنقل على ملامح وشها اللي قادر يميزها من بين مليون وش حواليه
رغم هيئتها المتغيرة
لون شعرها الداكن
واللي كان مفرود على غير العادة
استايلها اللي متغير تمامًا
ولكن الهيئة دي استحالة تتوه عنه أبدًا ولو عدى ميت سنة!
اتحرك ببطىء ورجليه بتقوده غصب عنه ناحيتها، هي مكانتش تقل عنه، عيونها المتسعة، الرجفة اللي سرت لجسمها شفايفها اللي همست باسمه
هي!
هي ياقوت
نظرة عيونها اللي بتلاحق أحلامه طول سنة ونص، النمش اللي مالي وشها رموشها الطويلة
الملامح اللي رسمها في قلبه قبل عقله!
وقف قدامها، الاتنين كانوا في دنيا تانية، مش حاسين بأي ضجة حواليهم، العالم وقف عليهم هما الاتنين بس
نظراتهم كانت بتتكلم عوضًا عن لسانهم، عتاب، ولوم وعذاب
ولكن الاتنين متفقين في حاجة واحدة
الاشتياق!
اترقرقت عيونها بالدموع وهي بتتأمل ملامحه الحادة اللي منسيتهاش ولا فارقت لياليها
بنفس. الهيبة والهالة اللي حواليه، شعره اللي طوله شوية بشكله الكيرلي اداه مظهر مهلك قصادها
رمشت كذه مرة وعيونها مسلطة عليه، همس بنبرة معذبة كإنه بيدوق حروف اسمها_يـاقـوت!
شهقة معذبة خرجت من جوفها بمجرد ما سمعت همسه باسمها، كان في وقت زي ده نفسها تترمي بين إيديه
بس حاجات كتيرة اتغيرت للاسف، ارتجفت شفايفها وجسمها قصاده وغمضت عيونها بقوة وهي بتضم قبضة إيديها بعنف بتحاول تقاوم المشاعر المشتعلة اللي جواها
أما هو فكان بيتأمل أقل حركة منها بعيون مليانة ألم واشتياق، فتحت عيونها وابتسمت ابتسامة متألمة وهي بتجاهد دموعها متنزلش وقالت_أهلًا بيك يا أيوب بيه
شريف بيه في انتظارك جوا
حرك شفايفه عشان بتكلم ولكنها رفعت إيديها تشاورله وهي بتقول_اتفضل
لوهلة وقعت إيده على الدبلة اللي بتتوسط اصبع إيديها اليمين، اتوسعت عينه بدهشة وهو بينقل نظراته بين الخاتم وبين عيونها
لاحظت هي نظراته فضمت إيديها لصدرها بإرتباك واتحركت قدامه وسط تجمده تمامًا
مخطوبة؟!
معقولة؟!
ياقوت بنت حياتها مع واحد غيره
ضم قبضة إيده وهو بيقاوم النار اللي اشتعلت في قلبه من مجرد التخيل
ولكن هو مستنى إيه؟
تفضل عايشة على ذكراه بعد ما طردها برا حياته؟
كان في إيده يمنعها تسافر ويضمها ليه بعد عتاب طويل
ولكن هو استسهل ولامها وبِعد
وفي الآخر اتلاقت طرقهم هنا
ولكن وهي مكتوبة لواحد غيره!!
اتحرك مكان ما اتحركت وهو حاسس بخدل في جميع انحاء جسمه، مكانش متوقع إنه يشوفها بعد الوقت ده كله
كانت فاكرة إنه ممكن ميعرفهاش بعد ما غيرت من نفسها؟
نظرة العيون دي عمره ما يتوه عنها!

دخل لجوا وهو بيحاول يرسم ابتسامة مرتعشة على وشه، لحد ما دخل ولقاها واقفة بارتباك
عيونه وقعت عليها هي بس من بين كل الموجودين وهي ضامة إيديها بتعبث فيها من الارتباك وبتضم شفايفها كمحاولة لتهدئة نفسها زي ما اتعود
مفاقش غير على ترحيب شريف العمري بيه وهو بيقول_يا أهلًا يا أهلًا
اتفضل يا أيوب بيه
ابتسمله وصافحه بمجاملة، وقرّب منه ياسين هو كمان يسلم عليه في حين قال شريف_ياسين شريف العمري
ابني
شاور على ليلى اللي قربت تصافحه هي كمان وهو بيقول_ليلى شريف العمري
اتوجهت نظراته على اللي واقفة مرتبكة وقال_وأكيد اتعرفت على ياقوت عمران
مسئولة العلاقات العامة
وزوجة ياسين ابني المستقبلية
أقدملكم أيوب الحسيني، الممول لمشروعنا
وقعت نظراته عليها بصدمة، بيضم قبضة إيده بعنف وهو بينقل نظراته بينها وبين ياسين اللي اتجه ناحيتهت واحتوى كتفها قدامه، ثبتت نظراته على إيده اللي على كتفها وابتدت نظراته تظلم وتومض بالغضب
بلعت ريقها بتوتر خوفًا من إنه يتهور أو يصدر منه رد فعل مخيف
فبعدت عن ياسين وهي بتقول_بعد اذنكم
دقايق وجاية
مستنتش رد حد فيهم وخرجت على طول وسط نظراته اللي كانت بتلاحقها لحد ما اختفت، بعدين وقعت على باسين بحقد واضح وكإنه عدوه
اتكلم شريف بود_اتفضل يا أيوب بيه
اتحرك على مضت وقعدت معاهم كمل شريف_ما تتخيلش مبسوط قد إيه إنك هتبقى بتمثل جزء كبير من المشروع بتاعنا...
مكانش سامع أي حد بيقولها نهائي، نظراته المرعبة بتتنقل بينهم وبين الباب اللي خرجت منه، في حين بيفتكر الخاتم اللي متوسط اصبعها، وإيد ياسين اللي كان محاوطاها...
جريت على برا وكإن وحش وبيلاحقها
بالفعل كان وحش الماضي اللي لحد دلوقتي مش عارفة تتخطاه
أدركت إن كل محاولاتها اللي فاتت كانت سراب قصاد نظرة عيونه وهمسه باسمها
دخلت الحمام وقفلت وراها بالقفل ووقفت وهي بتتنفس بعنف كإنها كانت في صراع استنزف كل انفاسها
اتجهت ناحية مراية الحمام ووقفت تبص لانعاكسها فيها
حالتها مزرية تمامًا
رفعت إيديها وفكت شعرها وهي بتعبث فيهم وبتتنفس بعنف
ومن وسط صوت انفاسها العالي شدت على خصلاتها بجنون
نزلت دموعها في الوقت ده بإنهيار وهي بتبكي وبتشهق بعنف وجسمها بيتنفض بألم
انهارت على الأرض وهي بتبكي
الظاهر إن الماضي هيفضل ملاحقها وهيفضل حبه نقطة في حياتها...

منتصف تشرين للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن