(( 8 ))

6 0 24
                                    

_ سيبيريا _
_ قرية الماء _

بأحد الحانات المزدحمة بالزبائن الذين كانوا يغنون ويهلهلون وينادون على النادلة ويتمازحون معها ، كانت هي تتحرك برشاقة بينهم وتقدم العصائر لهم وبيدها صواني تقديم كبيرة مملوءة بالمشروبات

على العكس من الفتيات كانت ترتدي السراويل كالرجال وتربط شعرها الازرق المموج للأعلى عيناها زرقاء كالماء الصافي ووجهها مبتهج مليء بالحيوية

" هااي أيتها النادلة للطاولة الخامسة "

ألتفت وصرخت على الزبون " لا تنادني بالنادلة أيها المغفل سآتي الآن "

قدمت بقية المشروبات ثم أخذت الطلبات الجديدة اتجهت للبار وضربت بكلتا يداها على الطاولة التي كان خلفها امرأة متوسطة العمر ورجل ، نظرا لها متوقعين ما ستقول

" انتهى عملي أنا خارجة "

قالت بحدة راغبة بالهرب من الحانة لكن اوقفها الرجل

" لم تقدمي كل الطلبات بعد "

" كلا قدمت كل شيء بقيت طاولتان فقط وهذا طلبهم "

ضربت الطلب على الطاولة وراحت تخلع مئزر الخصر ألقته على الطاولة وجرت للخارج

فضحك الزبائن " أترك الفتاة تمرح لا تزال بعمر الزهور "

قال أحدهم فرد عليه صاحب الحانة بتنهيدة عميقة

" لقد بلغت الثامنة عشر الفتيات يتزوجن بهذا العمر "

. . .

خارج الحانة راحت الفتاة تجري بين الأحياء تخطت القرية وصعدت المنحدر توقفت بقمته وراحت تحدق بالأفق ضحكت بمرح قفزت وهي تصيح بكونها ستخرج من هنا أخيراً

توقفت عن القفز والإبتسامة تشق وجهها التفتت وراحت تجري بعيداً عن القرية صوت خرير الماء كان يعلوا كلما إقتربت حتى لاح أمامها بالأفق شلال يصب بنهر طويل لا نهاية له حيث ترى

الأعشاب والشجيرات تغزو كل منطقة والحجارة تملئ النهر وحوله ، إقتربت الفتاة جلست على الأرض العشبية وتدفق الشلال يجعل الرذاذ يتطاير عليها وقد استمتعت بذلك

خلعت حذائها ورفعت سروالها حتى أعلى ركبتيها ثم خلعت قميصها ولم يكن شيء يسترها من الأعلى سوى الضمادات التي لفتها حول صدرها بإحكام

بلا تردد دخلت النهر وراحت تجمع الحجارة الملونة وتلعب كطفلة بعامها الخامس

ما إن ساورها الملل حتى بدأت تفعل شيء غريب ، حركت يداها بالنهر فإذا بالمياه تتحرك أرتفع جزء من الماء وحاوطها ثم اندثر دون أن يبللها كثيراً

كأن الماء يتبع حركات يدها ويتحدى الجاذبية بذلك ، تمايلت بجسدها كفراشة حرة

فتحت عيناها وحدقت بالكيان الذي يطفوا أمامها ، كيان صغير الحجم بحجم كف اليد من الماء خلق ، لا شيء واضح به عدى وجهه الصغير المستدير صدر صوت من هذا الكيان ليس كصوت البشر ، هناك صدى غريب بصوته وترددات غريبة

آفريون ( حرب ضد الظلام )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن