للطيور عشق

الفصل الثاني الجزء الثاني

اليوم الاول من تحليل الشخصية

كنت احسبه شخصاً عادياً يعجب بي يوم او يومان ويدرك شخصيتي البارده والخجوله ويذهب ليكمل حياته كما كانت قبل
لكنني شككت بامر هذا الرجل فانه لم يكن على طبيعته كان كلما يقترب مني يغمض عيناه ويحرك شفتاه ويذهب بعيدا بعد ذلك بدأت احس بخوف يراودني عند اقترابه
رويت تلك الحادثه لمروى فحذرتني اشد الحذر منه كانت تقول لي بان اتخذ حذري منه فمن الممكن انه يروج لحزب معين فقد كانت هذه العاده شائعه في جامعتنا
صرت اتخذ حذري منه جيدا
ذهبت للكافتريا فوجدته خلفي فاردت ان اشتت انتباهه فاشتريت ساندويشه شاورما انفقت في ذلك اليوم مصروف اسبوع كامل اطعمت عنتر منها لانني لا اكل الدجاج شفقةً عليهم

كان قلقي يلازمني فقد كنت انتمي لعائله يتمالكها الخوف متحفظه تماما بعيد كل البعد عن عالم السياسه وعالم الحب وعالم الشهره نكتسب مال لقمتنا من كد ايدينا عكس عائله مروى فقد كان والدها يرتدي الزي العسكري وسياسي ناجح واخيها كان يعمل في صياغه الذهب فقد كانت لهم الجرأة في المجازفه
عدت للمنزل وفتحت الراديو وسمعت اغنيه فيروز قديش كان في ناس وفجأه تذكرت ذات مرة امي كانت تمشط لي شعري وتغني اغنيه فيروز انا عيني على الحلا و الحلا على الطرقات فجلست على طاولة الطعام ممسكة دموعي بيدي والملعقة في اليد الاخرى 

اليوم الثاني

استيقظت بكل نشاط وكل امل وانا اتمايل على اغاني فيروز وارتدي احلا مافي خزانتي واضع بعض من ذلك احمر الشفاه على خدي لكي تحمر في تلك صبحيات ديسمبر البارده رتبت شعري جديله ووضعت بها وردة من حديقة مروى لكن ازلتها عند وصولي للجامعه رأيت ذلك الشخص غريب الاطوار كان يجلس ويضع كرتونه وفوقها طعام القطط وورقه مكتوب فيها '' اطعم تلك القطط والسعر هو دعاء القط لي على ان يجمعني الله بتلك العيون ''
فضحكت على فكرته لكنها اعجبتني داخليا لا بأس بها بالنسبه لشخص يتنمي للاحزاب
لكن ما علاقتها بالاحزاب والسياسه هل من المعقول انها خطه ليقنع بها القطط للانتماء لحزبه ضحكت على تفكيري وتجاهلته وسرت بطريقي اكمل يومي كأي يوم اخر يكتمل بعدم الاكتراث بما يدور حولي

اليوم الثالث

رأيته قرب المسطبه التي كان ملاصقا لها كانها جزءاً منه صادفت شمس صديقه لي من المرحله الأولى فالقيت عليها التحيه وتداولنا الحديث فاسمعه بعد فتره خمس دقائق لقول بينه وبين نفسه صباح النور فتذكرت تفكيري وتخيلي بانه يحاول ضم القطط لحزبه فضحكت بيني وبين نفسي لكنني تمالكني الخوف منه مره اخرى فحاولت البقاء بجانب شمس حتى وصولنا لقاعتنا الدراسيه والانشغال بطريقه عمل الهرمونات داخل جسمنا بدلاً من الانشغال بامور لا تعنيني

اليوم الرابع

الثاني من نوفمبر...
كيف يمكن للانسان ان يحزن كل سنه على شخص هوه الشخص نفسه يحزن عليه كل سنه كانه يموت مره اخرى يموت في كل سنه نفس اليوم ونفس الطريقه ؟!
ما ازال اتشبث بالماضي
ماتزال جذوري متغلغله هناك
لا استطيع الاحساس باي شيء يحدث
من حولي دون تذكر اطيافهم تدور حولي
فان روحي ماتزال عالقة هناك
لا استطيع جرها الى الحاضر
او تهيئتها للمستقبل
ماتزال تجالسهم
وما تزال تضحك وتمرح مع ارواحهم هم ايظا
اجسادنا النتنه فقط هي من تسير في الحاضر
هي وحدها تحمل عبئ المستقبل
وتحمل عبئ همومها
ارواحنا ماتزال عند اخر نقطه توقفنا عندها
عند اخر دمعة سقطت وهي بجانبهم
عند اخر ضحكة معهم
تجلس سوية لتتركنا هنا وحدنا
نشتاق للماضي
لا استطيع السير وحدي بعدما اعتدت سير نفس الطرقات معهم بصوت احاديث وضحكات وشكوى همومنا لبعضنا البعض
كم كانت تبدو همومنا سخيفة مقارنة بفراقهم
دوما كان يراودني ذلك الاحساس اني سوف اشتاق اليهم لكنني لم اتوقعه ان يكون بذلك القدر من الالم
ليس لدي شك ابدا ان ارواحهم تشتاق لبعضها
لدومها كانت معا فكيف لها ان تتساير وحدها
كيف لي ان اشرح لها اننا بتنا نحن وذكرياتهم فقط
لماذا يجب ان نعيش زماننا
لماذا لا يمكننا ان نستوقف الزمان معهم فحسب

ذهبت لازور قبر امي مع باقة من الورد الناعم كخديها وماء الورد العَطِر الفواح كعطرها ودموع تذرف كما كانت تذرف بجانبها من شدة الضحك فرقها انها اصبحت تُذرَف على فراقها
توقف والدي عن زيارة قبرها منذ ثلاث اعوام تقريبا بقوله ان الميت لا يعود ولا يشعر بنا فنحن من نختلق عباره ان الميت يسمعننا ويشعر بنا لنهون على انفسنا الم فراقهم كيف لعظام مدفونه تحت تراب ان تسمع ما نقول فوقها

اليوم الخامس

حمداً لله انه كان يوم اجازتي فقد كانت عيناي متورمه من شدة البكاء

اليوم السادس

لففت جدر الدولمه ونظفت المنزل وطلبت من والدي ان ياخذنا نتناول غدائنا في حديقة ما فلم يرقض طلبي لان يعلم كم كان صعبا علي اليومان السابقان تاثرت كانها توفيت حديثا

اليوم السابع

كان يقف باقتراب مني حته اقترب اكثر وقال البقيه في حياتك تعاملت معه كأي شخص اخر وقلت له حياتك الباقيه وسرت لاكمل طريقي كانه لم يكن شي