الفصل 02 من الظلام إلى بصيص الأمل.

60 6 0
                                    

في الأفق البعيد للطريق الترابي ، لمح آدم عربة متوسطة الحجم خشبية ، من النوع الشائع في ذالك الوقت تتنقل ببطء و روية، يجرها بغل بني واحد، يتزين بسراج رمادية قاتمة. تم ربطه بإحكام بين أعمدة خشبية مزدوجة، بينما كان السائق يمسك بحبل متين يربط كل شيء معًا، مما يمنح العربة توازنًا وثباتًا في مسيرتها،وكان على متنها كمية معتبرة من الذرة الصفراء الذهبية المبهجة ،تسير في نفس المسار .

انطلق نحوها مسرعا، يلوح بيده اليمنى و يصيح بمرح:

"هاي، هاي!"

فالتفت إليه عجوز ذو لحية بيضاء يرتدي قبعة قش كبيرة تحميه من أشعة الشمس .

بتصفيرة قصيرة، توقف البغل الذي يجر العربة، وتوجه العجوز بنظرة متسائلة نحو آدم، وهو يُشجع بتنهيدة تحمل في طياتها استفزازًا واضحًا

"ماذا تريد يا فتى؟"

أجابه بابتسامة خفيفة:

"هل أنت متجه إلى تلك القرية أسفل الهضبة هناك ؟" وهو مشير بإصبعه .

رد العجوز بنبرة تحمل بعض الحذر

"نعم، أنا في طريقي إلى هناك. لكن، من أين أنت؟"

"أنا من قرية الحدادين..."، قاطعه العجوز فجأة، والرعب يسيطر على وجهه: "قرية ماذا؟ سحقاً!"

وضرب بسوط البغل على الضهر كان مربوطا في خصره ، مما جعل العربة تنطلق بسرعة، بينما صاح آدم:

"هاي، انتظر! ماذا هناك؟"

تجمد آدم للحظة، غير مستوعب لما حدث.

تغيرت ملامح العجوز وتصرفاته بمجرد ذكر اسم القرية،أخذ نفساً عميقاً و طويلا ، نظر إلى السماء، محاولاً استجماع أفكاره.

"علي المضي، لا خيار آخر. سأواصل المشي"

استمر في طريقه بخطى ثابتة، مضى يوم كامل تحت أشعة الشمس، حتى حل ظلام الليل .

همس لنفسه.

"أظن أن علي المبيت هنا."

استلقى على العشب الناعم بجوار شجرة عتيقة، على حافة الطريق الذي يتلوى برفق إلى جانب نهر مصب الشلال الأحمر.

كانت ظلال الليل قد غلفت المكان، لتضفي على الأجواء هالة من السكون والسحر، بينما تألقت النجوم في سماء صافية كأنها تتلألأ على سطح الماء المتلوي، وغطى نفسه بوشاح رمادي صغير وجده في ورشة حدادة والده .

وهو يحدق في السماء، يراقب النجوم والقمر، أمسك بحجر أحمر قرمزي لامع، حجمه لا يتجاوز حبة بيض، كان قد أخذه من ذلك الكهف.

حاول كسره بإستعمال سكين صغير مزخرف بنقوش على شكل أجنحة بطول شبر ونصف ،و بمحاولات عديدة لم يفلح بذالك .

أبعاد شيطان/ Dimon Dimensions حيث تعيش القصص. اكتشف الآن