الفصل 06:أطياف الفقد وظلال الذنب

23 6 0
                                    

نظراته تتجول في كل ركن من أركان الغرفة، كأنها تبحث عن مخرج من هذا الكابوس الذي احتل عقله. شعور غريب يجتاح أعماقه، كأن شيئًا ما ينزلق من بين أصابعه في هذه اللحظة المرعبة. الظلام يحيط به بصفة خيمة ثقيلة، يكتم أنفاسه، ورؤيته مشوشة، تفتقر إلى أي معالم واضحة تمكنه من فهم ما يجري حوله.

في ركن غرفة النوم، حيث خيم الظلام كستارة ثقيلة، بجوار السرير الخشبي المفرش بفراش أبيض ناصع، انحنت سوزان على ركبتيها، تمسك بيدي العم إيريك، الذي فارق الحياة تاركًا خلفه صدى ذكرياته. كانت تتوسل وتنازع، عيناها تتلألأ بالدموع التي تنهمر كالمطر الغزير، وصراخاتها تتعالى في أرجاء الغرفة، تتردد أصداء في وادٍ عميق، كأنها تحاول استحضار روحه من عالم الموت الذي ابتلعته.

 كانت تتوسل وتنازع، عيناها تتلألأ بالدموع التي تنهمر كالمطر الغزير، وصراخاتها تتعالى في أرجاء الغرفة، تتردد أصداء في وادٍ عميق، كأنها تحاول استحضار روحه من عالم الموت الذي ابتلعته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كلما ترددت كلماتها، كان قلبها يتفطر تحت وطأة الفِرَاقَ، إذ أمسى كل نداء يحمل معه جزءًا من وجودها. لكن صراخها، بالرغْم من شدته، كان كالعزف في أذنٍ صماء، لا تصل إليه إلا كأصداء بعيدة. حين كان العم إيريك مستلقيًا بلا حَراك، وجهه شاحب كلوحة فنية غير مكتملة، تاركًا سوزان تحت وطأة أوجاع الفقد، يشعر آدم لوهلة وهو في مواجهته سوزان بأن الزمن قد تجمد، وأن كل شيء من حوله قد تحول إلى ضباب قاتم... وشل بالكامل شعور بأنه خارج هذا العالم أدركه في لحظة تختفي في معالم الواقعية، كل شيئ في ناظره يتمايل وكأنه زجاج ذائب، مع أنين وصراخ تمتزج في أذنه، وصوت خافت يمثل صدى يتردد في عقله ذهابَا وإيابًا، يردد بلا كلل أو ملل :

"لقد قتلته. قاتل.قاتل.قاتل.قاتل. شيطان." الشعور بالذنب يتسلل إلى قلبه مع أنه لم يفعل شيئا، و يلتهمه ببطء، و مع كل لحظة تمر تعمق الجرح الذي يعتصر نفسه.
يردد وهو يتمتم بين شفتيه تتشقق من شدة الجفاف. . .

" كيف قتلته، لقد قتلته ....
لست أنا. . .
لقد قتلته قاتل
لم أقتله. . . قاتل ".

فجأة، يشعر بدوار شديد، إذ أصبحت الأرض تبتعد عنه وتتحول إلى رمال متحركة تمتصه ببطء ،لينهار على الأرض كقصر رملي، غارقًا في ظلام لا ينتهي.

تسقط لحظات من الزمن، كأنها ساعات تعود وتعود بصفة شعاع خافت يذهب ويعود، قبل أن يفتح عينيه مرة أخرى، متثاقلًا تحت وطأة العرق المتقطر من جبينه، يتساقط كالمطر في ليلة عاصفة.
تهرع سوزان وتجلس بجانبه، تحاول جاهدة مساعدته على النهوض، يديها ترتجفان وهي تسحبه برفق، لكن الألم والخوف كانا أقوى من إرادتها.
نظراتها المليئة بالقلق واليأس تسبر أغوار روحه، وكأنها تُخبره بأن الوقت ينفد.

أبعاد شيطان/ Dimon Dimensions حيث تعيش القصص. اكتشف الآن