تدحرج آدم في فراشه يمينًا و يسارًا، و كأن النوم قد هرب منه إلى الأبد. كان يغطي نفسه بالوشاح الرمادي المهترئ الذي وجده في ورشة والده، ولا يعلم حتى الآن لماذا لا يزال محتفظًا به. حتى منتصف الليل، انفجر في وجه الظلام بعيون غاضبة و شاحبة، و الهالات السوداء حول عينيه العروق البارزة داخلهم تُظهر علامات التعب الشديد، مستنشقًا نفسًا عميقًا قبل أن يتمتم:
"سحقًا، لا أستطيع النوم".
التفت نحو النافذة باستياء، حيث ألقى نَظْرَة على القمر المتلألئ في السماء. قام وفتح النافذة بحذر، وكأنه يتجنب إيقاظ العالم من حوله، ثم تسلل خارجًا، وجلس على السطح البارد. استلقى هناك، يطلق تنهدة طويلة،
"آه، الجو هنا عليل، أفضل بكثير من تلك الخزنة المغلقة".
فجأة، سمع خطوات قادمة من خلفه، فالتفت بسرعة ليجد سوزان تقترب منه. "ماذا تفعلين هنا؟ المكان خطر! سوف تسقطين!!" سألها بقلق.
ردت سوزان بغضب، "لم أتمكن من النوم، مع أنني متعبة قليلًا".
ثم، بدافع الفضول وهي تلعب بشعرها، سألت آدم، "ألم تستطع النوم أيضًا؟"
رفع آدم رأسه، متأملًا في ضوء القمر الذي يضيء السماء. "نعم، لم أستطع النوم. العديد من الأفكار تجول في رأسي، أعتقد أن هذا هو السبب".
استلقت سوزان على السطح، تفرك ذراعيها وتبتسم، "آه، الجو بديع"، وأضافت بحماس، "يبعث في النفس شعورًا بالاطمئنينة".
التفتت إلى آدم، تحدق به بخجل وسألته، "كم هو عمرك الآن، آدم؟"
رد آدم باستغراب، "لا أعلم تحديدًا، لسبب ما. لكن حسب تقدير عمي إيريك، أعتقد أني في الثانية عشرة".
ردت سوزان بتكبر، "هاه، ما زلت صغيرًا. أنا في الرابعة عشرة". "أنا بمنزلة أختك الكبرى الآن"، أضافت بفخر.
ابتسم آدم ابتسامة خفيفة، ونظر إلى السماء، "بالتأكيد".
مر وقت قصير من التأمل، وطوال ذلك الوقت، الشيء الوحيد الذي يجول في تفكير سوزان هو:
إنه ابن عمي. . .
بنفس العمر تقريبًا . . .
صديقي الجديد و الوحيد. . .
إنه ألطف...مما توقعت . .
"على الرغم من أنه لم يمكث سوى ساعات قليلة، فإنه مألوف، وكأنني رأيته في مكان ما!!" .
بخجل ووجه محمر، تشجعت والتفت إلى آدم،
"هل سبق وأن أحببت شخصًا ما؟"شخير... شخير...
لكنها وجدته فعلًا قد غط في النوم استاءت قليلًا، لكن لم يمنعها ذلك من الاستمرار في التحديق في وجهه لوقت طويل حتى يغلبها النعاس. . .
أنت تقرأ
أبعاد شيطان/ Dimon Dimensions
Fantasyفي عالم "الأرض المحترقة"، حيث تتلاطم أمواج الحروب والنزاعات بين الممالك، يستيقظ الفتى "آدم" في قرية نائية عند سفح جبل "الشلال الأحمر"، المكان الذي يكتنفه الغموض ، يستجمع "آدم" شجاعته رفقة أصدقائه، وينطلق في رحلة مثيرة لاستكشاف عالم واسع مليء بالأسرا...