في تلك الليلة الباردة، وبعد مرور الوقت حتى منتصف الليل، كانت الرياح تتراقص برقة بين ممرات وأزقة قرية آتاس ، أطل القمر في السماء ككرة فضية، يتلألأ ضوءه في ظلام الليل يحاول إيقاظ الأحلام النائمة، أصبح القمر المخفي وراء الغيوم الرمادية بدرا كاملًا اتسعت دائرته وازداد إشعاعه ليغمر الأجواء بضياء هادئ كلمسة عذبة على الروح.تسلل نور القمر عبر نافذة مكتبة القرية، تلك المكتبة العتيقة و على الرغم من قدمها إلا أنها لا تزال تخلق ظلالًا ساحرة على أسطح الطاولات الخشبية المتندية ذات رائحة عطرة كأجواء غابة مطرية، كانت الأوراق الخفيفة تتراقص بفعل نسمات الهواء، تشير إلى وجود حياة خفية بين صفحات الكتب
.
وَسَط هذا المشهد المريح، تسلل طفل صغير بين ممرات أرفف الكتب تحت ظلام المكتبة. لم يكن يُرى منه سوى عينيه المتلألئتين اللتين تعكسان ضوء القمر.
يتقدم بحذر خلف أحد تلك الرفوف ،خطوة بخطوة دون أن يصدرة أي صوت، يحكك بكتفه الأيمن على حافَة نهاية الرف الرابع لوهلة و بخطأ عابر، لمس ذيله الطويل ذو الفرو الناعم بمجموعة من اللفافات الورقية الصفراء، نهاية كل واحدة منها مغلقة بغطاء نحاسي مزخرف بنقوش غريبة، تساقطت اللفافات واحدة تلو الأخرى على الأرض، واندفع الصبي بسرعة ليلتقطها مجددًا.تجمد مكانه والتفت خلفه ببطء ليجد ظلًا ضخمًا ونظرة غاضبة، إنها الخالة بيبليوتيكا.
"ماذا تفعلين هنا، آسترا؟" سألت بصوت متجهم وهي تشد اللفافة بقوة .
"لما خرجتي من الغرفة؟ هاه؟ !" أضافت، في حين كانت آسترا تتهاوى على الأرض، وتبدأ بالبكاء، وذيلها يتحرك يمنة ويسرة في حَيْرَة.
أنت تقرأ
أبعاد شيطان/ Dimon Dimensions
Fantasyفي عالم "الأرض المحترقة"، حيث تتلاطم أمواج الحروب والنزاعات بين الممالك، يستيقظ الفتى "آدم" في قرية نائية عند سفح جبل "الشلال الأحمر"، المكان الذي يكتنفه الغموض ، يستجمع "آدم" شجاعته رفقة أصدقائه، وينطلق في رحلة مثيرة لاستكشاف عالم واسع مليء بالأسرا...