أبعاد شيطان/ Dimon Dimensions

الفصل 08:فوضى المجمع التجاري

ضرب آلبينتوا يده على الطاولة الخشبية فدوى الصوت في أرجاء المكتبة عدة مرات، كسر السكون الحذر وجذب أنظار القراء المتناثرين بين ممراتها.
ارتفعت الرؤوس ببطء، تتساءل عن سبب هذا الضجيج المفاجئ في المكان الذي عادة ما يسوده الصمت، إذ إن المكتبة كانت فعلًا تعج بمجموعة من المطالعين الذي اعتادوا القدوم في ذالك الوقت. قد يتبين أن تلك القرية التي تعج بالتجارة بمختلف أنواعها قد تشد انتباه بعض المثقفين الذين يأملون العثور على بعض نسخ الكتب والمخطوطات العريقة المفقودة و التي أتى بها التجار من مختلف الممالك إلى هنا وَسَط البضائع.

'. . . . سسسسسس'

همست بيبليوتيكا وهي ترتجف

'اخفض صوتك '

استجمعت يديها باحثتا في خفايا الخطوط القديمة التي كتبت على تلك اللفافة.

'إنها مجرد تكدسات لرموز قد عفى عنها الزمن، قد يكون الأمر مجرد مصادفة أننا وجدنا تصورا لكيفية موت إيريك' رد آلبينتو محنيا رأسه محاولًا إخفاء قلقه مؤقتا.

تقدمت بيبليوتيكا قليلًا نحو الطاولة متكأتا بكلتا يديها وهي مركزة تمامًا غير مبديه أي اهتمام بما يقول
'أعتقد، أن الداء الذي كان يستحوذ على جسد إيريك لم يكن بتلك القوة التي رأيتها به الشهر الماضي '

'درجات تقلباته كانت طفيفة، تكاد لا ترى'

'منذ وصول ذالك الفتى ذو العيون الزرقاء(آدم) هنا و أنا غير مرتاحة له'

'ازدادت أعداد النازحين من القرى الحدودية الأخرى نحونا بعد يوم واحد من وصوله'

'هل هذه مصادفة، لا أعتقد'
ردت بحقد وملامح الاستياء تعلو وجهها.

'ازدادت مصاريفه (إيريك)، لقد لاحظت توتره عند تبضعه أحيانا في مجمع القرية التجاري '

. . .

خطف آلبينتو اللفافة على غفلة منها ممزقًا إياها لقطع صغيرة. . .

تصرخ بيبليوتيكا ' ماذا تفعل '

رد مستنكرًا فعلته 'لا داعي لذالك الكلام، إنه مجرد طفل لا دخل له في ذالك'

ضربت الطاولة مجددًا وهي تكشف عن غضبها الشديد، يبدو أنها لا تزل تحمل بعض المشاعر تجاه إيريك...

' لم يكن عليه الموت بتلك الطريقة '
جفون عينيها تغرغر بدموع

' أتعلم لم أستطع تقبل ذالك المشهد الموحش عند دخولي لغرفته، لم أستطع نسيان ذلك أبدا'

'كان جسده بالكامل كلحم مجفف و متعفن' أخفت وجهها وملامحها بين يديها.

'الكوابيس هي الأخرى تؤرقني، لم أستطع النوم منذ ذالك اليوم'

يطأطأ آلبينتو رأسه في حين كانت دموعها تنزل وتنزل، تمسك بمنديل صوفي أزرق باهت تمسح دموعها وهي ترتجف.