في زحام مخرج المكتبة، اندفع آدم و سوزان بخطوات سريعة نحو المدرج، يدهما متشابكتان، لكن نظرات الارتباك كانت تلمع في عينيه. كان يتنفس بسرعة، و كأن شيئًا ما قد حدث لتوه، شيء أخرجه من هدوئه.
"آدم، تؤلمني في رسغي"،
همست سوزان بأنين خافت، مما جعل قلبه يقفز في صدره.
التفت إليها بنظرات قلق، وجهه شاحب وعرقه يتصبب بغزارة.
"ماذا؟ !"، كان لهاثه واضحًا في صوته.نظرا إلى يدهما، فتفاجئا من شدة قبضته عليها، فخفف من إحكامه.
"آسف، سوزان، لم أقصد. لكن هناك شيء ... حدث جعلني لا أنتبه إليك.""لا بأس"، أجابت بصوت هادئ. لكن تساؤلات كانت تدور في عقل آدم. تلك العجوز بيبليوتيكا، كيف تغيرت ملامحها لتصبح بذلك الشكل ، ثم عادت وكأن شيئًا لم يكن، وكأن شيطانًا ما تحدث مكانها.
هل من الممكن أن يكون الكاهن قد انتقل إليها؟ لربما هو فعلًا! ولكن كيف استطاع فعل ذلك؟ ماذا يريد مني؟
ماذا لو كان فعلًا هو..."إنه هو لا شك الكاهن الوغد!"، انفجرت أفكاره في لُمَّة عالية وَسَط السوق المزدحم، حيث يتجمع التجار والباعة.
توقفت سوزان، مفاجئة: "ماذا قلت، آدم؟ هل تقصد...؟"
ارتبك آدم، وازداد عرقه بغزارة.
"لا، لا، لم أقصد شيئًا. كنت أتمتم فقط."في قلبه، عزم على مواجهة الكاهن مجددًا في أحلامه، فلم يعد يحتمل هذا الوضع. هناك أمر يجعله يظهر في أحلام سوزان وآدم، الكلام غير المفهوم الذي يتمتم به هل هو ذو معنى، لعله تنبيه أو تحذير ما! تدور العديد من الأفكار في عقل آدم مما جعله غير منتبه على الطريق، يمشي مع سوزان كالدمية بلا أي ردود فعل عن أي شيء تقوله له.
في ممرات القرية، وتحديدًا قرب إحدى الحانات القديمة، خرج من الباب الأمامي رجل يترنح في مشيه، قادمًا في اتجاههم ثم استوقفهما. وجهه الشاحب، ذو شعر أسود كثيف وعيون جاحظة. كان يحمل زجاجة خمر تكاد تفرغ، وعلامات التعب والسكر بادية عليه.
يرفع يده و يشير بإصبعه نحو سوزان ثم يقول: "أحم... أحم، تبا، أأنت سوزان؟ أوه، ابنتي العزيزة، لقد اشتقت لك"،
تلعثم وهو يتجشأ. . ."بُرْغُش ،بهبب"
رفع آدم حاجبه، والتفت إلى سوزان.
"هل تعرفين هذا الشخص؟"ارتبكت سوزان، وشدت قبضتها حول ذراعه.
"لا، لا أعرفه." باستنكار.بوجه حازم، رد آدم:
"إنها لا تعرفك، سيدي. نستميحك عذرًا، سنكمل طريقنا."يمر آدم وسوزان بجانبه مكملين السير، لكن الرجل لم يستسلم، بغضب، التفت وأمسك بالوشاح المربوط على رقبت آدم من الخلف ثم ركله بقدمه اليسرى، مما أدى إلى سقوطه. بعد ذلك استدار وأمسك بسوزان من شعرها، غضب يتأجج في عينيه.
"هل تتجاهليني، أيتها الطفلة الشمطاء؟"
أنت تقرأ
أبعاد شيطان/ Dimon Dimensions
Fantasíaفي عالم "الأرض المحترقة"، حيث تتلاطم أمواج الحروب والنزاعات بين الممالك، يستيقظ الفتى "آدم" في قرية نائية عند سفح جبل "الشلال الأحمر"، المكان الذي يكتنفه الغموض ، يستجمع "آدم" شجاعته رفقة أصدقائه، وينطلق في رحلة مثيرة لاستكشاف عالم واسع مليء بالأسرا...