Bart 11

3.5K 117 55
                                    

.قاد هاشم السيارة ملتزما بالمسار الآمن الذي تم تحديده لهم، وذلك لتوخي نقاط التفتيش الأمنية التي قد تفاجئهم في الطريق وتعرضهم للقبض. جلس ملك إلى

جانبه بينما راما في المقعد الخلفي.

وبينما هم في الطريق، قال ملك

- أحب توثيق اللحظات الجميلة. وأضاف

- خاصة ونحن متجهون إلى مجهول لا نعلم ما ينتظرنا خلفه.

صمت قليلا وأخذ يتأمل شوارع العاصمة من خلال زجاج النافذة قبل أن يُكمل:

الصورة هي إلقاء القبض على اللحظة العابرة.

ثم وضع سيجارة بين شفتيه بعد أن أشعلها وأضاف مقترحًا:

- ما رأيكما أن نلتقط صورة للذكرى في هذه اللحظة الجميلة ؟!

لم يكن ذلك وقتا مناسبا لالتقاط الصورة التذكارية، لذلك صمت الإثنان - هاشم وراما - فاعتبر ملك صمتهما ذاك بمثابة الموافقة على اقتراحه فالتفت إلى الخلف

وقال:

هل هاتفك يلتقط الصور يا صغيرتي ؟!

أومأت برأسها وهي تمد إليه هاتفها النقال.. تناول ملك الهاتف ثم بحركة سريعة

أنزل زجاج النافذة وقذف به إلى خارج السيارة شهقت راما بأعلى صوتها:

هل فقدت عقلك ؟!

التفت إليها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة مستفزة

- لا أملك عقلا بالأساس، هل نسيت أنني مجنون؟!

بدأ الدم يتصاعد إلى الأعلى حتى استحال وجهها إلى ما يُشبه البندورة المتورمة وبدت أنها تستعد لقذفه بسلسلة من الشتائم الغاضبة، مما جعل هاشم يتدخل

موضحا:

الهواتف الحديثة يسهل تعقبها - وأضاف يشرح - لا نريد أن نكون عرضة للتتبع یا راما سواءً من الجهة التي تعمل بلقيس لمصلحتها أو من رجال المباحث، لذلك

فعل ملك ما فعله.

لم تستطع راما بعد سماعها السبب إلا القبول بذلك المنطق الأمني السليم. ثم كما لتروح عن نفسها الغاضبة قليلا، أخرجت أحمر الشفاه من حقيبتها وجعلت تحدد به شفتيها وهي تنظر إلى نفسها من خلال مرآة صغيرة كانت تمسك

بها بواسطة يدها الأخرى.

انتبهت بعد قليل إلى النظرات المتسائلة والمتعجبة التي كان يرسلها ملك - من المقعد الأمامي - نحوها، فقالت وقد توقفت عن تحديد شفتيها بقلم أحمر

ارسس الجزء الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن