Bart 20

3K 152 93
                                    

اندفعت شهقة من أعماقها - أعماق أفروديت - عندما رأت تلك الملامح التي نزع عنها القناع "إنه هاشم !".. اجتاحها خليط شديد من أحاسيس متناقضة:

إنها تريد قتله، وتريد عناقه، تريد تعذيبه، وتريد البكاء على كتفه.

ظل هاشم يتأملها في صمت عقله يُريد القيام بشيء، وقلبه يريد القيام بشيء آخر، إنه يرى العدو والحبيب معا.

وبين هذا وذاك كانت راما تتنقل ببصرها بينهما في حيرة وفضول، تنتظر أي ردة فعل تصدر عن أحد الطرفين.. حتى تكلمت أفروديت قائلة بصوت مختنق

- لقد حزنت لخبر إعدامك.

وصمتت سريعًا كما لو أن تلك الجملة قد أفلتت على الرغم منها، فقالت تصحح جملتها السابقة لتستعيد توازنها أمام رجالها

- حزنت لخبر إعدامك لأنني لم أقتلك بنفسي.

ثم التفتت نحو فريقها الأمني وقالت:

- غادروا.

كان مهران يُدرك أنه من الصعب المغادرة وتركها وحدها في ذلك الموقف؛ وهذا

ما دعاه من باب الحيطة والحذر أن يقترب منها ويهمس في أذنها

ولكن يا أفروديت سيكون من الخطر .....

لم تسمح له أفروديت بأن يُكمل جملته، فامتدت يدها بسرعة خاطفة لتستل مسدسه من حزامه ثم تصوبه نحو رأسه وتقول بشراسة وغضب عارم

- إياك أن تنسى مقامك مرة أخرى. كانت أفروديت أعلى رتبة منه في المنظمة، وهذا ما يجعلها قادرة على تمرير أمرها عليه دون جدال أو مناقشة. قال مهران وهو يُطأطئ رأسه

- حاضر يا سيدتي.

ثم أشار للعناصر الأمنية وغادروا القبو وراءه.

**

وسط مشاعرها المتناقضة والمتشابكة انبعث صوتها منفعلا محملا بعاطفة عجزت عن كبحها، وكأنها لم تكن تريد لهاشم أن يضعها في الموقف الذي قد

يضطرها فيه لأن تقتله بنفسها:

- ما الذي جاء بك، وأنت تعلم أن موتك سيكون هنا؟!!

جئت لأستعيد ما سرقته يا أفروديت

أحست بحزن سحيق حين سمعته يناديها "أفروديت" فقد تمنت لو أنه يناديها

بلقيس، أو "بلقوسة" كما كان يناديها في تلك الأيام السابقة.

صوبت المسدس نحوه وقالت

ارسس الجزء الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن