شهقاتٌ متألمة

51 11 4
                                    



يجلس في فناء منزلهِ منذ نصف ساعة و كومة من السجائر المُحترقة تتوسط الأرض جانبه،

بينما يسحب السيجارة الأخيرة من تلك العُلبة ليشعلها كذلك و يستنشق خلالها سُمّها المُحبب لأعماقه.

عُلب السجائر الكثيرة التي جلبها صباحًا قد انهى مُعظمها خلال هذا اليوم فحسب،

هو يشعُر بالاختناق لكن بدا أن التدخين لا يجدي نفعًا معه هذه المرة،

إلَّا أنهُ استمر بنفث دخانه حتى انهى سيجارته العاشرة.

شعرَ باهتزاز هاتفه بجانبه حينما اطفأ سيجارته،

و للمرة التي لا تحصى هو يستمر بالرنين و هذا يزعجُه،

يزعجهُ للحد الذي يجعله يرغب في القاء هاتفه من أعلى بناية مرتفعة كي يتحطم تمامًا،

أو في القائه وسط البحر كي يغرق حتى يصل لاعماقه الحالكة،

لكنه عاجز عن تحقيق رغبتهِ،

فهو لا يودّ أن يزيد الأمر سوءًا أكثر مما هو عليه،

لذا اكتفى بتركهِ خارجًا فوق العُشب بينما هو دخل لمنزلهِ أخيرًا،

منزلهِ الكبير و الموحش الذي لا يحوي أحدًا سواه،

رمى أعقاب السجائر التي استنفذها خارجًا في سلة المهملات داخل المطبخ،

و في تواجده هنا في المطبخ هو تذكرَ أمر رفض الزُمرديّ تناول العشاء رفقته.

"ذلك اللئيم لا يعلم أنهُ رفضَ أمنيةً يتمنّاها معجبيني،

فقط لو اتحيت الفرصة لأحد معجبيني الأعزاء بتناول العشاء رفقتي لأغشي عليهم من السعادة، لكن هو! يتجاهلني !"

تمتم منزعجًا من الزُمرديّ بينما يفتح ثلاجته لتخرج قهقهة ساخرة من ثغره.

"اطلب منه تناول العشاء رفقتي و انا لا أملك طعامًا يا لي من أحمق !"

أغلقَ باب ثلاجته الفارغة ليتوجه لأحد رفوف المطبخ الخشبيَّة ملتقطًا منها كيسًا من الراميون الحار المُفضل لديه،

ليشغل الغلايَّة الكهربائية ينتظر من الماء الذي يحويها أن يصل لدرجة غليانه،

و اثناء ذلك هو نظف طاولته في الصالة واضعًا فوقها أكياسٌ من المقرمشات رفقة مشروبٌ غازيّ و أخيرًا طبق الراميون خاصته.

Fall of the star || سقوط النجمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن