رفيقة مؤقته (1)

49.5K 156 6
                                    


كانت فينتر، أكبر مدينة في مملكة نورد، غارقة في برودة  بداية الشتاء. هبت الرياح  عبر السهول المحيطة بالمدينة، واصطدمت بأسوارها العالية، مما دفع المواطنين إلى التذمر من  البرد القارس الذي يشاع أنه سيكون أطول وأقسى شتاء تمر به المملكة.

"آه، ما هذا البرد! أليست هذه بداية الشتاء؟ الثلوج لم تتساقط بعد!"

"ستبتلعين حشرة وأنتِ تتحدثين هكذا بفم مفتوح!"

لم يكن التذمر مقتصرًا على المواطنين فقط، بل امتد إلى الجنود المتمركزين عند بوابة المدينة، الذين كانوا يتبادلون أطراف الحديث وهم يتمددون.

"بالمناسبة، متى سيعلنون عن التجنيد للحرب القادمة ضد مملكة إيليا؟"

"ربما الشهر القادم، أو في منتصف الشتاء. سمعت إشاعة تقول أن سيدة سيف ظهرت في إيليا، وإذا كان هذا صحيحًا، فليس هناك فائدة من الحرب. الأفضل أن نخضع لهم بدلًا من أن نهلك."

"حقا؟ أشك في ذلك. على مر التاريخ، لم تظهر سوى اثنتين، وكان الفاصل بينهما قرون عديدة."

"ربما... على أي حال، سمعت أننا بحاجة إلى زي جديد، لكنني قلقة لأنني لا أملك المال. أتساءل إن كان سيكون هناك أي إعانات..."

"أكيد سيكون هناك. اللورد طيب ولن يهملنا. بالمناسبة، كيف حال زوجك؟ ماذا فعل بعد أن أحضرتِ له جارية؟"

"حسنًا، أنتِ تعرفين أنه أزعجني بهذا الأمر لفترة، أليس كذلك؟ لذا أحضرت واحدة من السوق. كان الأمر مكلفًا جدًا، ولا أزال أتذكر العملات التي دفعتها في أحلامي، لكن عندما أرى سعادته أشعر أن الأمر يستحق التعب. فأنا لا أعود إلى المنزل إلا نادرًا بسبب العمل، وأهمله كثيرًا."

فجأة، قام الجنود الذين كانوا يتكئون على الحائط بتقويم أوضاعهم. كان موكب كبير من العربات يقترب دون أن يلحظه أحد.

عادةً ما يكون الدخول إلى المدينة حرًا، ولكن عند وجود أشياء كبيرة مثل العربات، كان من المعتاد إبلاغ الحراس. ومع ذلك، كان الجنود يسمحون للعربات بالمرور دون تفتيش دقيق، أحيانًا مقابل رشاوى.

لكن هذه المرة، كانت العربات مختلفة. كانت تحمل شعار البلاط الملكي وترافقها عدة فارسات من المستوى السادس. قام الجنود بتحيتهم وأمروا بفتح البوابة.

***
في مساء ذلك اليوم، وصلت العائلة المكونة من ثلاثة أفراد إلى المدينة بعد رحلة استغرقت ثلاثة أيام. لم تواجههم صعوبات كبيرة في الطريق، حيث كانوا يتوقفون أحيانًا لإراحة الخيول ويبيتون في نزل إحدى القرى على طول الطريق.

إذا كان هناك شيء يستحق الذكر، فهو اللقاء مع مجموعة من قطاع الطرق. كانوا جميعًا نساء يصل تحكمهن في الهالة إلى المستوى الثاني، ما يجعلهن أقوى بقليل من الأشخاص العاديين. أليثيا سمحت لسيلين بالتعامل معهن بينما بقيت تراقب من الجانب.لم تستغرق سيلين سوى بضع دقائق للقضاء عليهن دون أن تتعرق.

قلم الجنس السحري!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن