Parte 3

56 5 29
                                    

عندما أنهى ريكاردو كلماته واستدار، شعرت وكأنني أستفيق من غفوة ثقيلة وسط كابوس.

أنفاسي عادت ببطء وكأنها كانت محبوسة في قاع بحر مظلم.

المشاعر التي اجتاحتني كانت خليطًا من الغضب والخوف، فانطلقت الكلمات من بين شفتي رغم ارتجاف جسدي:

"إذا كــنـت لا تـدرك مـا تـفـعـلـه، فـأنـت تـضـعـني فـي مـوقـف لا أفـهـمـه وتـطـلـب مـني ان اتـقـبـلـه. انـا لـي الـحـق أن أعـرف مـن أنـت ولـمـاذا أنـا هـنـا."

وقفت للحظة، ثم تابعت بصوتٍ مشحون بالتحدي:

أيـن أنـا الآن؟ أخـبـرنـي ثـم ارحـل،

لـكـن لا تـعـامـلـنـي كـأنـنـي شـيء بـلا قـيـمـة. أنـا لـسـت جـاريـة."

استدار ريكاردو ببطء، وكأن الزمن قد توقف للحظة.

عيناه كانتا تحملان نظرة باردة، مليئة بالحسابات المعقدة.

اقترب مني بخطوات محسوبة، وأمسك بذراعي بقوة لم أكن أتوقعها منه.

ثم بصوت هادئ لكنه مُحكم كالفخ،

"كــل شــيء هـنـا مـحـسـوب بـدقـة."

كانت كلماته بمثابة جدار صلب، ارتطمت به كل تساؤلاتي دون جدوى.

شعرت بالدموع تحاول الظهور، لكنني حبستها بقوة.

همست لنفسي: " لا تضعفي الآن." ثم، بصوتٍ متماسك رغم الألم:

"اتــرك ذراعــي

أنــت تــؤلــمــنـي."

في تلك اللحظة، تلاقت نظراتنا.

كان في عينيه بريق يشبه من يعرف أكثر مما يقول.

اقترب أكثر، حتى شعرت بحرارة أنفاسه على وجهي، ثم همس بصوت لا يحتمل النقاش:

"الألــم جـــزء مـــن الــمــعــادلــة."

أطلق ذراعي بعد لحظات من التوتر، لكنه بقي قريبًا، وكأن المسافة بيننا لا تعني شيئًا.

لم يكن يفقد سيطرته على الأمور، بل كان يوحي لي أن كل شيء تحت سيطرته المطلقة.

قال بصوت هادئ لكنه مليء بالسلطة:

"مـــلابـســك، وهــاتـفـك فـي الغرفة.

The Secret BossWhere stories live. Discover now