Parte 8

20 3 63
                                    

.
. هايون ظلت تغمض عينيها بشدة، دقات قلبها ترتفع وتتناغم مع صوت الطلقة الذي شق سكون اللحظة. لكنها سرعان ما فتحت عينيها بأقصى اتساعهما، تنظر بذهول نحو جونغكوك وسيلفيا. وجدتهما واقفين بسلام، بلا أثر للرصاصة على جسديهما، بينما كانت الطلقة قد ارتطمت بالحائط خلفهما.

جونغكوك كان ممسكًا بيد سيلفيا، وقد رفعها عالياً، عاكساً قوته وثقته. عيناه تراقبانها بتمعن، وكأنهما ترسمان لوحة من الجرأة والإصرار. ارتسمت على شفتيه ابتسامة جانبية، لم تكن مجرد ابتسامة بل إقرار بتقديره لما فعلته.

بهدوء وتأنٍ، رفع يده الأخرى ووضعها على خصر سيلفيا، يقربها نحوه بخفة.
لم يكن هذا مجرد اقتراب جسدي، بل كان يشعر بتلك النار التي تسري في عروقها، الجسارة التي جعلتها تضغط على الزناد دون خوف.

همس بصوت هادئ وعميق، يختلط فيه الإعجاب

"لــم أكــن أعـتـقـد أنــك تـمـلـكـيـن هـذه الـجـرأة لـكـنـكِ فـاجـأتــيـنـي"

نظرت سيلفيا في عينيه، مترددة للحظة، لكنها شعرت بالقوة تتسلل إليها من خلال قبضته. حاولت أن تحافظ على هدوئها، رغم اقتراب جسديهما، وقالت بصوت منخفض

"اخـبـرتـك مـن قـبـل حـتـى لـو كـان الأمـر يـتـطـلـب الـمـخـاطـرة لـن أكـون أداة فـي يـد أي شـخـص"

ابتسم جونغكوك مرة أخرى، هذه المرة أكثر وضوحًا، وكأن تلك الكلمات كانت تحدياً يعجبه.

"أنـتِ لا تـدركـيـن بـعـد مـن يـلـعـب بـالـنـار، سـيـلـي ولـكـن يـبـدو أنـنـا سـنـكـتـشـف ذلـك مـعـاً."

تحت ضغط اللحظة، سيلفيا لا تزال واقفةً مكانها، تشعر بنبضات قلبها تتسارع كأنها تنذرها بالخطر القادم.
كانت عيناها مشدودتين نحو جونغكوك الذي وقف ثابتًا، لم يتأثر بتلك المشاعر العاصفة التي تجتاحها. رفع رأسه قليلًا، صوته خرج بعمقٍ باردٍ يتحدى الصمت

"مـاركـو"

بعد لحظات، سمع وقع خطوات ماركو وهو يقترب. كان الظلام الذي يسبق العاصفة يخيم على المشهد، وسيلفيا بدأت تشعر بالاختناق تحت وطأة ما سيأتي.

جونغكوك، دون أن ينظر نحوها، أرخى قبضته عن معصمها، لكن قبل أن تستوعب الأمر، سحب منها السلاح بحركة خاطفة.
للحظة، ظنت أنها تحررت، لكن عقلها لم يلتقط سوى الفراغ، ولم تفهم ما يحدث.
كانت عيناها تراقبان جونغكوك بذهول، ذلك الرجل الذي يسيطر على الكون بقوته الهادئة.

دخل ماركو إلى الغرفة بخطوات سريعة، وعيناه تستشعران التوتر.
لم يكن بحاجة إلى أوامر إضافية، تقدم نحو سيلفيا ليأخذها، لكنّها دفعته بغضبٍ صامت، وصرخت بصوت مرتجف يحمل في طياته غضبًا وتحديًا

The Secret BossWhere stories live. Discover now