..
بعد أن ألقى جونغكوك كلماته الصادمة، توقفت سيلفيا للحظة، وكأن عقلها عاجز عن استيعاب ما قاله.
لم تستطع إدراك المعنى كاملاً، وكأن الكلمات ترفض أن تصل إلى وعيها.
نظرت إليه بعينين مذهولتين، ثم فجأة انفجرت ضاحكة، ضحكة عالية تملؤها السخرية والإنكار.
كان الضحك غير مناسب، وكأن عقلها يحاول الهروب من الحقيقة القاسية.
جونغكوك حدق بها بصمت، مستغربًا من رد فعلها، لكنه لم يتكلم."مـزاح سـخـيـف، ريـكـاردو هـيـا، اذهـب وأحـضـرهـا، لـقـد اشـتـقـت إلـيـهـا."
رفع حاجبه ونظر إليها بجديّة، واقترب منها ببطء. ثم بصوت هادئ وجاد
"أنـا لا أمـزح سـيـلـفـيـا.
ولـدتـك قـد فـارقـت الـحـيـاة بـالـفـعـل."تلاشت ضحكاتها تدريجيًا، وصمتت تمامًا. نظرت إليه بعينين مليئتين بالحيرة والشك، محاولة استيعاب كلماته، كأنها تبحث في ملامحه عن إشارة تدل على كذب أو خيال. لكنها لم تجد إلا الحقيقة القاسية مرسومة على وجهه.
ومع توقف ضحكها، شعرت بثقل الحقيقة يضغط عليها، حتى بدأ جسدها يرتجف من الصدمة.
تقدمت خطوة إلى الخلف، محاولة استيعاب ما سمعته، لكنها كانت تغرق في مشاعر متضاربة. وبينما كانت تتراجع، اقترب منها جونغكوك مرة أخرى، وأمسك بها بقوة، وجذبها نحو صدره.
احتواها بإحكام، وكأنه يحاول أن يحميها من الانهيار الذي كانت على وشك الوقوع فيه.
همس لها بصوت عميق وهادئ"اهـدئـي
يـجـب أن تـتـقـبـلـي الأمـر "لكن سيلفيا كانت في غمرة إنكارها، رفعت رأسها ببطء، تنظر في عينيه بعجز، وكأنها تبحث بين ملامحه عن نفيٍ لما تفوّه به.
كانت الحقيقة مثل سكين باردة استقرت في أعماقها، قاسية لا تحتمل، ومع ذلك شعرت أن قلبها عاجز عن قبولها، يتشبّث بالوهم كما يتشبّث الغريق بخشبة متهالكة.
كان الألم يتسلل إلى روحها كسمّ بطيء، ينهشها من الداخل وهي لا تجد ملاذًا ولا مفرًّا.خطت سيلفيا خطوات مترنحة، وكأن الأرض تنزلق من تحت قدميها، ثم دفعت جونغكوك بيديها المرتجفتين كمن يدفع كابوسًا جاثمًا على صدره. فجأة، انفجرت مشاعرها المتأججة كبركان عتيق ظلّ صامتًا لعقود، وصار صوتها يملأ الأرجاء بصراخ مجنون، كأنها تحاول إخراج نار مشتعلة في أعماقها.
راحت تلوّح بيديها بعشوائية، تعصف بما حولها؛ مزّقت الوسائد وأسقطت الأثاث، وكأنها تسعى إلى تحطيم كل ما يمكن أن يذكّرها بحقيقة باتت تطاردها بلا هوادة.
كانت أصابعها تغوص في خصلات شعرها بعنف، كأنها تنتزع خيوط الأفكار المشتعلة من رأسها، وتضرب وجهها أحيانًا، محاولة أن تستفيق من هذا الحلم الجاثم على صدرها.وجونغكوك كان يقف هناك، ثابتًا كصخرة أمام موجة عاتية.
عيناه سوداوان، باردتان، خاليتان من أي تعاطف، كأنّه يشاهد مشهدًا مألوفًا لا يستحق الدهشة أو التدخّل. ظل صامتًا، متفرجًا على انهيارها، كأن الصمت هو لغته المفضّلة في مواجهة غضبها. لم يتحرك خطوة، ولم ينبس ببنت شفة، كأن حضوره وحده كافٍ ليؤكد هيمنته المطلقة. كانت الغرفة تغلي بأصوات التهشيم والصراخ، لكن سكونه كان أشد صلابة من كل تلك الفوضى، وكأنه جبل لا تهزه العواصف، بل يزداد شموخًا في وجهها.
YOU ARE READING
The Secret Boss
Romanceكــل شــيء تــحــت ســيــطــرتــي حـتـى أنــتِ. .. Jeon Ricardo Jungkook Sylvia Kwan خالية من العلاقات المثلية والمحرمة يوجد بها مشاهد دموية قد لا تناسب البعض ©هذه الرواية تعبير عن فكرتي الشخصية، وأي تشابة بينها وبين أعمال أخرى هو محض مصادفة. أي م...