تكدست الأفكار في رأسها كأنها جدران تلتف حولها، تخنقها ببطء.
كل شيء بدا ضيقًا، الهواء ثقيلًا، كأنما يتسرب الخوف إلى رئتيها مع كل نفس.
قلبها كان يضرب بقوة في صدرها، وكل نبضة تتردد في أذنيها كصدى بعيد لجحيم لا يُرى.
كانت تراقب ملامحه الباردة، عاجزة عن الفهم أو الفرار.
عيناه كانتا كليلتين بلا نور، بلا أي إشارة للإنسانية، شعرت كأنها تواجه هاوية لا قرار لها.
جسدها يقاوم ارتعاشًا خفيفًا، بينما العقل يبحث بلا جدوى عن مخرج، أي مخرج، لكن كل الأبواب مغلقة، وكل الطرق تؤدي إلى ذات المجهول.
أحست بثقل اللحظة، بتلك القوة الخفية التي تشدها نحو الأسفل، نحو شيء لا تملك له اسمًا.
كان شيئًا في ملامحه يوحي بالخطر، كأنه ينتظر اللحظة المناسبة ليمسك بها من جديد، ليغلق عليها كل أبواب الهروب.
لكنها لم تكن ضعيفة.
وسط كل هذا الرعب، كان هناك بريق صغير من القوة بداخلها، ينمو كالنار في هشيم الخوف، يدفعها لأن
تظل صامدة، ولو للحظة واحدة.
وقبل أن تتمكن من فهم مغزى حديثه، دوى صوت إطلاق نار عنيف من خارج القصر، مما جعل جسدها يرتعش.
كانت واقفة في مكانها، مصدومة من الهول.
فجأة، أحاط بها صمت مطبق، وكأن العالم من حولها قد تجمد في لحظة واحدة.
كان يقف أمامها، يتحدث، لكن صوته كان كهمسات بعيدة تتلاشى في ضباب السكون.
سرعان ما رأته يسحب مسدسًا من جيبه، ويهرع نحو الخارج باندفاع متفجر.
في تلك اللحظة، بدا أن كل شيء يتداعى حولها، وكأنها غارقة في بحر من العدم.
رغم العنفوان الذي اجتاح المكان، كانت هي محاطة بسديم من السكون العميق.
بدأ الظلام يلتف حولها، وشيئًا فشيئًا فقدت القدرة على الإحساس بكل ما حولها.
تلاشت مشاعرها، وانفصلت عن الواقع كما لو كانت غارقة في عمق بئر مظلم.
مع آخر همسة من الفوضى، سقطت في غيبوبة عميقة، تاركةً العالم خلفها في ظلام مؤلم.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
وسط أصداء الطلقات وصرير الأسلحة، كان القصر محاصرًا بأعداد كبيرة من الرجال المقنعين، وجوههم مخفية تحت أغطية سوداء لا يظهر منها سوى عيون حادة تتلألأ في ظلام الليل.
YOU ARE READING
The Secret Boss
Romanceكــل شــيء تــحــت ســيــطــرتــي حـتـى أنــتِ. .. Jeon Ricardo Jungkook Sylvia Kwan خالية من العلاقات المثلية والمحرمة يوجد بها مشاهد دموية قد لا تناسب البعض ©هذه الرواية تعبير عن فكرتي الشخصية، وأي تشابة بينها وبين أعمال أخرى هو محض مصادفة. أي م...
