Parte 1

84 7 30
                                    

في يومٍ كان الطقس فيه مشرقاً، وكانت نسائم الهواء العليلة تملأ الأجواء، مستمتعين بها أهل المدينة.
الأطفال كانوا يلعبون في الشوارع، وأسرهم تلتف حولهم في مشهد عائلي دافئ.
ذلك الدفء الأسري الذي لا تعرف عنه بطلتنا شيئًا، كأنه عالم بعيد عنها.

وقفت قرب النافذة، تستشعر نسمات الهواء على وجهها، وأغمضت عينيها لتغرق في اللحظة، تستمتع بنعومة الهواء وجماله، ممسكة بكوب قهوتها المثلجة، مشروبها المفضل.
لم تكن لتتحمل شرب شيء ساخن في الصيف؛ فالصيف بالنسبة لها قهوة مثلجة، لا شيء آخر.

لكن هذا الهدوء وراحة البال لم يدم طويلاً، إذ قطع شرودها صوت صراخ من الخارج، يتبعه صوت تكسير مدوٍّ.
كان والدها يتشاجر مع والدتها، مرة أخرى.

حاولت أن تتجاهل الصوت، ولكن حين سمعت والدها يناديها، لم يكن بوسعها سوى أن تتأفف وتغادر الغرفة ببطء، عازمة على معرفة سبب هذه الفوضى.

خرجت من غرفتها، وجهها خالٍ من أي تعبيرات، ونظرت إلى والدها، و بصوت هادئ :

"مــاذا هــنــاك؟! "

نظر إليها والدها بعينين تقدحان شرراً، و بصوت مشحون بالغضب:

"هــل مــا قــالــتــه ولــدتــك صــحــيــح؟

أنــكِ رفــضــتِ الــعــريــس الــذي تــقــدم لــكِ؟"

لم تفهم في البداية عمّا يتحدث، ولكن حين لحظت نظرات والدتها الخائفة، التي كانت تهز رأسها موافقةً، أدركت الحقيقة.

أمها كذبت على أبيها، ولم تستشرها حتى، لأنها كانت تعلم أنها سترفض.

قررت أنها ستفهم كل شيء بعد انتهاء هذه العاصفة.

بكل هدوء، استجمعت أنفاسها

"نـعـم، لــســتُ مــســتــعــدة لـلــزواج فــي الــوقــت الــحــالــي."

نظر إليها والدها وعيناه تشعان بالغضب، واقترب منها، وكأنه على وشك أن يصفعها، لكن ابنهم الأكبر تدخل، وأمسك بيد والده ليوقفه.

وبصوت غليظ وحازم،

"دعــهــا تــخــتــار بــنــفــســهــا،
كـــيــف تُــلــزمــهــا بالــزواج مــن شــخــص لــم تُــعــطَــهــا فــرصــة لـلـتـعـرف عــلــيــه أو حــتــى رؤيــتــه؟"

The Secret BossWhere stories live. Discover now