Parte 12

12 2 2
                                    

.
.
.
.
.
.
.
.
.
توقفت سيلفيا دون أن تفهم شيئاً، تتطلع إلى ريكاردو بتساؤل وحيرة، محاولة استيعاب كل هذا التوتر الذي أحاط بها في الفترة الأخيرة.
بدا عليها وكأنها في دوامة من المشاعر التي لم تعهدها، ثم فجأة أحسّت بقربه منها، وبدا وكأنه على وشك أن يمسك بيدها.
لكنها قاومته، سحبت يدها من بين أصابعه، ونظرت إليه بصلابة ملؤها التحدي وقالت بصوت مرتفع

"سـيـد ريـكـاردو، لـن أذهـب مـعـك، ولـن أتـبـعـه. كـفـى كـفـى إلـى هـذا الـحـد.
لقد اكتفيت!"

بدأت تتراجع إلى الوراء، خطواتها تحمل ثقل الألم والرفض، محاوِلة الابتعاد عن السيارة، وكل ما حولها من فوضى عارمة.
أما ريكاردو، فقد ظل واقفاً بلا حركة، عينيه ثابتتان عليها، وكأن شيئاً لم يُحرك فيه تلك المشاعر المتجمدة، بينما حاول جيمين أن يتقدم نحوها ليثنيها عن قرارها، لكنها دفعته بعيداً بكل ما أوتيت من قوة، وانطلقت تجري مبتعدة عنهما، تسابق الرياح بقدميها وكأنها تبحث عن مهرب من هذا الواقع القاسي.
همّ جيمين بالركض خلفها، لكنه توقف فجأة حين دوّى صوت جونغكوك بحزم وثبات

"دعـهـا جـيـمـيـن. لا تـحـاول أن تـقـربـهـا.
اتـركـهـا تـذهـب حـيـثـمـا تـشـاء."

ظل جيمين ينظر إلى جونغكوك في حيرة وصمت، ولم يفهم ما يدور في عقل هذا الرجل، يبدو برودته وسكونه يخفيان وراءهما شيئاً لا يمكن إدراكه.
كانت سيلفيا تلهث وهي تواصل الركض بلا توقف، تتلفت بين الحين والآخر بخوف، تتحقق إن كان أحد يتعقبها.
مضت دون أن تلتفت إلا للهرب، حتى بدأت المسافة بينها وبينهم تتسع، لم تعد ترى أحدًا خلفها، فتباطأت خطواتها تدريجيًا، ثم توقفت أخيرًا، تلتقط أنفاسها المتقطعة بصعوبة، تستوعب ما حولها.
رفعت رأسها، وأخذت تنظر حولها بتوتر؛ لم يكن هناك أي أثر للحياة، لا سيارات، ولا مارة، رغم أنها تقف في طريق يفترض أن يكون مأهولًا.
وضعت يدها في جيبها تبحث عن هاتفها، لكنها لم تجده، فتنهدت بانزعاج، ووضعت يديها على خصرها بغيظ، ثم أخذت تضرب الأرض بقدمها وكأنها تنتقم من حظها العاثر.
فجأة، لاح أمامها ضوء سيارة يقترب، فأشارت إليها بيدها بلهفة، تترجّى أن تتوقف.
توقفت السيارة، وكان سائقها يقود سيارة أجرة. ركبت سيلفيا في المقعد الخلفي، مغلفة بالصمت، وعينيها مثقلتين بالتعب والخوف.
تلفت السائق إليها بعينيه الفضوليتين، وسألها بلطف

"إلـى أيـن تـريـديـن الـذهـاب يـا آنـسـة؟"

نظرت إليه سيلفيا نظرة شاردة، وكأن الكلمات عالقة في حلقها، ثم تمتمت بصوت خافت، يكاد السائق لا يسمعه

"خـذنـي إلـى طـريـقٍ فـيـه نـهـر أريـد فـقـط أن أبـتـعـد مـن هـنـا."

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: 19 hours ago ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

The Secret BossWhere stories live. Discover now