19

292 34 30
                                    





ذكرياته
بارك جيمين

"الذكريات تدفئك من الداخل، لكنها أيضًا تمزقك"

- هاروكي موراكامي

،ـــــــــــــــــــــــــــــــ༺༻ـــــــــــــــــــــــــــــ،


























"أليس الجو بارداً جداً لتستخدم تلك الأحذية؟"
تساءلتُ بقلق بينما كان والدي بالتبني يرتدي حذاءه الأسود المفضل المصنوع من جلد الثعبان

"الطقس مناسب، وأنت تعرف أنني لا أستطيع الخروج دون هذه الأحذية"
أجابني بعناد، فأخذتُ نفساً عميقاً ورحتُ اردد كلماتٍ.

"إذا كنت مصراً، فخذ هذه الأحذية الدافئة أيضاً كاحتياط"
اقترحتُ عليه، وأنا أمده بزوجٍ آخر من الأحذية التي بدت أكثر راحة من تلك التي اختارها.

وقف والدي بعد أن نهض من كرسيه، وسحب عباءته الطويلة، ثم استعد بالخروج، حاملاً حقيبة مليئة بالأدوات اللازمة، وبندقية مزدوجة مُثبتة على ظهره، وقبعته الواسعة تحميه من أشعة الشمس
- كان اليوم مخصصاً للصيد.

لقد أصبح الصيد تقليداً بالنسبة له مع بدء فصل الشتاء، أو بالأحرى، هواية يستمتع بها كل عام.

"سأعود غداً"
أخبرني وهو يأخذ الأحذية الدافئة مني قبل أن يتوجه نحو الباب.

أومأت برأسي في موافقة، وراقبته يغادر المكان.

كان اليوم هو السبت، ومع غلق حانتنا في عطلة نهاية الأسبوع، عرفت أنني سأكون وحدي مع لوكاس طوال اليوم قبل عودة أبي

الأمر ليس مزعجاً بالنسبة لي، لكنه مختلف؛ فقد اعتدت أن أكون وحيدًا هنا مع والدي بالتبني، وما زلت أشعر بعدم الثقة تجاهه.

نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط، وقد أبلغتني بأن الساعة تجاوزت الخامسة صباحاً.

"ربما يجب أن أبدأ بإعداد الفطور"
تمتمتُ لنفسي.

توجهتُ نحو الجهة الخلفية من البار حيث كان يوجد موقد الطهي.

كان الموقد بعيداً عن براميل النبيذ والمشروبات كإجراء وقائي ضد الحرائق والحوادث.

تلك الغرفة كانت تجمع بين المطبخ وغرفة الطعام.

بلا شك، كان هذا البيت غريباً شيئاً ما، كونه يتناسب مع نمط حياة المواطن العادي.

𝐏𝐚𝐢𝐧𝐭𝐞𝐫'𝐬 𝐋𝐨𝐯𝐞𝐫  ≐𝐘𝐌≐ 「مكتملة」Where stories live. Discover now