Part 1

2.4K 82 14
                                    


احتل ضوء الشمس غرفتها، حيث تسللت أشعته الذهبية عبر النافذة، لتجد ليانا نفسها جالسة على حافة سريرها، تتأمل في الأيام التي تمر بصعوبة وهي تعيش مع والدها ماركو، الرجل الذي لا يعرف الرحمة. منذ وفاة والدتها، تحولت حياتها إلى جحيم حقيقي.

تنهدت ليانا بعمق: "يبدو أن يوماً آخر من الجحيم قد بدأ."

خرجت من غرفتها بخطوات مثقلة، متجهة نحو المطبخ لتحضير فطور سريع قبل أن يبدأ يومها. كانت تحاول جاهدة أن تظل قوية، لكن العبء كان ثقيلاً جداً على كتفيها.

عندما وصلت إلى المطبخ، وجدت والدها جالسًا يحتسي قهوته ببرود. نظراته لم تحمل أي دفء، فقط لامبالاة وقسوة.

قال ماركو بصوت خشن: "لماذا تأخرتِ في الاستيقاظ؟ لديكِ الكثير من المهام اليوم."

رفعت ليانا نظرها إليه، وصوتها يخرج بصعوبة: "أنا آسفة، لم أنم جيدًا الليلة الماضية."

قاطعها ماركو بحدة: "أنتِ دائماً لديكِ أعذار. لا أريد سماع أي شيء بعد الآن. عليكِ أن تتحملي مسؤولياتكِ. هذا المنزل لن يدير نفسه."

شعرت ليانا بغصة في حلقها. كانت معتادة على هذا النوع من المعاملة، ولكن ذلك لم يجعل الألم أسهل.

حاولت أن تركز على إعداد فطورها، ولكنها لم تستطع إبعاد تلك الأفكار عن رأسها. كيف يمكنها الهروب من هذا السجن؟ هل ستبقى تحت رحمة هذا الرجل لبقية حياتها؟

نظرت إلى والدها مجددًا. "لماذا أنت قاسٍ جدًا؟" فكرت في نفسها، لكنها لم تجرؤ على قولها بصوت عالٍ. فهي تعرف العواقب التي تنتظرها إذا تحدثت.

بعد تناول الفطور، بدأت ليانا في أداء المهام المنزلية. كانت هذه هي حياتها اليومية: أعمال منزلية لا تنتهي، وأوامر صارمة من والدها، وعقوبات قاسية إذا تجرأت على التخلف عن أي منها.

في لحظة صمت، وقفت ليانا أمام نافذة صغيرة تطل على الحديقة، تتأمل العالم الخارجي. كانت تتوق للحرية، للحياة بعيدًا عن هذا الجحيم. "هل سأعيش يومًا حياة طبيعية؟" سألت نفسها، وهي تمسح دمعة صغيرة حاولت أن تخفيها.

فجأة، اقتحم ماركو الغرفة، متجهم الوجه. "لماذا توقفتِ عن العمل؟" صرخ بغضب.

ارتعدت ليانا وابتلعت دموعها بسرعة. "لم أتوقف، كنت فقط... أخذت لحظة لأتنفس."

اقترب ماركو منها، وأمسك بذراعها بقوة. "لا تجرؤي على التوقف مرة أخرى. لا وقت للراحة في هذا المنزل. افعلي ما يُطلب منكِ، ولا تناقشي."

كانت يده تؤلمها، لكنها لم تظهر له أي علامة على الألم. لقد تعلمت ألا تظهر ضعفها أمامه.

عندما تركها أخيرًا، سقطت ليانا على الأرض، تتنفس بصعوبة. لم يكن الألم جسديًا فقط، بل كان الألم النفسي يمزقها من الداخل. "إلى متى سأتحمل هذا؟" تمتمت بصوت مبحوح، وهي تحاول الوقوف مجددًا لتكمل أعمالها.

---

Between revenge and love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن