part 5

1.2K 71 7
                                    

كانت ليانا تجلس في المقعد الخلفي للسيارة، تشعر بأن العالم يضيق حولها. شعرت بالخوف يتغلغل في أعماقها، ليس فقط لأنها اختطفت من منزلها، ولكن أيضًا لأنها كانت تعلم أن هذا الرجل لم يأتِ ليطلب منها معروفًا. كان هنا لينتقم، لتصفية حسابات قديمة مع والدها. ظلت الأفكار المظلمة تتصارع في ذهنها طوال الطريق، بينما كانت السيارة تسرع في طريق مظلم.

عندما توقفت السيارة أخيرًا، كان كل ما تتمناه ليانا هو أن تجد مخرجًا من هذا الكابوس. فتحت الباب بقوة، لكن الرجل الذي اختطفها كان أسرع منها، أمسك بها من ذراعها بقوة، وقادها إلى داخل قصر ضخم يقبع في قلب الليل.

عند دخولها القصر، كانت الأجواء هادئة بشكل غير مريح. لم يكن هناك أحد في الممرات الواسعة. كان المكان يبدو مهجورًا، لكنه كان مليئًا بالفخامة التي تناقض شعورها بالخوف. قادها الرجل عبر ممر طويل، حتى وصلا إلى غرفة كبيرة، وهناك، كان ينتظرها. الرجل الذي رأت وجهه في الظلام قبل ساعات قليلة. الآن، كانت تستطيع رؤية ملامحه بوضوح.

كان وسيمًا بطريقة غامضة. عينيه الداكنتين تخفيان وراءهما بحرًا من الأسرار. شعرت ليانا بأن قلبها ينبض بسرعة، ليس فقط بسبب الخوف، ولكن بسبب شيء آخر لم تكن تتوقعه. كانت تتوقع أن تشعر بالرعب من رؤيته، لكنه بدلاً من ذلك أثار فيها فضولًا غريبًا.

"أنتِ هنا أخيرًا،" قال الرجل بصوت هادئ، لكنه كان يحمل في نبرته شيئًا من السخرية.

لم تجب ليانا، بل اكتفت بالنظر إليه، تحاول أن تقرأ ما وراء تلك العيون القاسية.

"هل تخافين مني؟" سألها بنبرة تهديدية.

كان من المفترض أن تخاف، أن تشعر بالرعب من هذا الرجل الذي قام بخطفها للانتقام من والدها. لكنها، وبشكل غريب، لم تشعر بالخوف كما كانت تتوقع. بل، كانت تشعر بشيء آخر، شيء أقرب إلى الارتياح. كأنها أخيرًا قد تحررت من عبء ثقيل كان يكبلها.

هزت ليانا رأسها ببطء، محاولة أن تبقي مشاعرها تحت السيطرة. "لا، لا أخاف منك."

نظر إليها بدهشة، كأنه لم يتوقع هذا الجواب. "حقًا؟ لا تخافين من الرجل الذي اختطفك للتو؟"

شعرت ليانا بأنها تقف على حافة هاوية، لكن بدلاً من السقوط، كانت تشعر بأنها على وشك الطيران. "لقد كنتِ في سجن طوال حياتك، ليانا. سجن والدك، سجن خوفك. لكنني أتيت لأحررك."

كان لكلماته وقع السحر على قلبها. كانت تعرف أنه ربما كان يقول ذلك ليخدعها، لكن جزءًا منها أراد أن يصدق كل كلمة قالها. لم تكن تعرف ما إذا كان هذا الرجل هو منقذها أو جلادها، لكنها لم تهتم.

______________________________________

بعد لحظات من الصمت بينهما، بدأت ليانا تلاحظ أن هناك موسيقى تعزف في الخلفية. كانت ألحانًا هادئة، أشبه بتراتيل حزن وفرح في آن واحد. لم تستطع ليانا أن تمنع نفسها من التحرك بخفة مع الموسيقى. كأنها تستجيب لنداء خفي داخلها. بدأت تتمايل برفق، وفي تلك اللحظة، أدركت شيئًا مهمًا.

Between revenge and love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن