"حُب فِي زَمن الحَرب"
«الحكاية ..2.. »كَم هِي مُرعبةُ هَذِه الحَياةُ ..؟! فَـ بَين لَيلة وَ ضُحاها يَنقلبُ مَوازِين كُل شئٍ إِلي النَّقيضِ تمامًا ، وَقتئذ لا تُدرك الخَطأُ مُن الصَوابِ مُشتت أَنتَ هَذا مَا سَتكونَ عَليهِ ...
بَعد عِدة سُويعَات مِن الحَادثة الفَاجعةُ إستَيقظت "يافا" مِن إغماءتُها المُفاجِئة لتَجد نَفسها بمَكانٍ غَريب و هِي مُسطحة علي فِراش لَيس بفِراشُها ، إنِتفضت جَالسةُ تَتناقل عَدستيها بالمَكان و سؤالٍ يتردد داخلها .. « أَينَ هِي..؟! » ..
إِشتَعلت أَحداثُ اليومَين المَاضيين بعَقلِها مُرورًا بالحادِث و إِلقاءُ القَبضِ عليها ، مَنصة الإعدامِ ، نَظرات أَبيها الجَامدة ، نَجاتها علي يَدِ الضابط المِصري "علي الجندي" كُل هَذا و كَأنهُ حدثَ بطُرفة عينٍ و لا تُصدق أن "يافا" البَريئة قَد تمُر بهَذا يومًا مَا ..
وَثبت واقِفة علي الأَرضيةُ و خَرجت مِن الغرفة التي كانت بِها و لَم تُبالي بإستكشَافِها ، كَانت بـ شَقة صغيرة كما إتضَح لَها بها غُرفتين و مَطبخ و مِرحاض ..
تَلفتت حَولَها مَن جَديد عَلُها تجد أحدٌ بالمَكان ، زَفرت بقُوة فَـ ليس أَثقلُ علي قَلبِها مِن الوِحدة ، إعتادت البَقاء مَع إخوتُها و أبيها و زوجة أبيها تتنَعمُ بدِفئهم ؛ و بَينمَا هِي مُنشغلة بتَفحُص أَثاث الشَقة إِذ بصوتٍ مِن خلفها يَقول:
-إستيقظتِ أخيرًا ..
جَفلت "يافا" و إنَفلتت مِن شَفتيُها شهَقة قَوية مَصحوبة بصرخة خَفيفة ، بسطت يدها علي فُؤادها تُهدأ مِن روعتها ، بَينما قال مِن جديد:
-إهدئي و لا تَخافي ..
إِلتفتت "يافا" بخوفٍ إنمَحي حِينما وَجدتهُ مُنقذها لتتَنهد بِراحةٍ شديدة فَـ إبتسم "علي" لها قَائلًا:
-هَل ظَننتي شَبح ..
هَزت رأسها نَافية و خَرج صَوتها مَبحوحًا مِن الخَضة:
-لا .. ولكنني فَتشتُ المَكان فَلم أجد أحد ، و فجأءة تحدثتَ أنت فخفتُ أن يكون أحد أحد ...
تَلعثمَت و لم تَستطع النُطق بِها فَـ تفَهم ما حَدث مُشفقًا علي هَذه المِسكينة ، إستَأنفت "يافا" القولِ مُغيرة دِفتهُ:
-مِن أين خرجت أنتَ ..!
أَشار بسبابته علي الشُرفة مُجيبًا:
-كُنت أقف بالشُرفة ..
إتَسعت عينيها ببريقٍ سَعيد قائلة بحماسٍ:
-حَقًا هَل توجد شرفة هنا هل أستطيع الوقوف بها فلطالما تمنيت أن يكون بمنزلنا لكن لا يوجد سوي النَافذة العريضة ...
قَالتها بشفَاة مُلتوية لَم تُبدد بسمتها بأحد أحلامَها التي تَمنتها ليَكون الجواب صادمًا:
أنت تقرأ
حُب فِي زمنُ الحرب
Tajemnica / Thrillerبَعضُ الجرَائِم يُحاكم الجَاني ، وَ فِي جَريمَتها هِي دِفاع عَن الشَرف أَصبحت الجَانية .. "علي الجندي" و "يافا عزيز" ... 2024