"حُب فِي زَمنُ الحرب" "
( .. الحكايةُ... 4.. )مَاذا تَنتظر ..؟! حَقًا مَاذا تنتَظر مِن هَذه الحَياة ..؟ أَلا يَكفيك خُذلان ، آلَامك الحَارقة لرُوحك ، دُموعك المُستترة ، عِش لأَجل نَفسك يا عَزيزي فِـ حُطامَك عَلي أيديِهم ...
حَل الظَلام و تَوارت الشَمس خَلف القَمر المُنير بالسمَاء الحَالكِة ، مَضت ساعات قَضاها كِليهُما بالتنقل بَين أحياء المَحروسة لِكي يَضمن "علي" بَأنّ لا أَحدٌ يتَبعه مِن عَساكر الإنِجليز و يَكشف مَكانهُما ..
بـ حَيُ المَعادِي داخل إِحدي البِنايات فَتح "علي" باب الشَقة وَولج للداخل تَتبعهُ "يافا" علي إستحِياءٍ مِن تَواجُدها مَعه بمُفردهُما خَاصةً أَنها صارت زَوجته ..
رُبَـــــاه ! وَقع الكَلمة يحمِل الغَرابة و التَأثير الرائع عَلي قَلبها فَـ ترتَبك نَظراتها و تَفر بعيدًا بعَيناها عَن رُؤياه كَي لا تَتمادي مَشاعرهُا بالإنِسياق وَراء التَتيُم بِه فِي ظِل هَذه الظروفِ العَصيبة ..
مَشطت بسوادويتَيها الشَقة الفَاخرة التي نَالت إعجابها بقُوة ، كَانت واسعة و أَثاثُها فَاخرًا يَليق بالمَنطقة كَثيرًا فَـ حيُ المَعادى لا يَسكُنه سوي الأغنياءِ ..
إِلتفتتَ علي إغلاقِه الباب فَـ إزدردت رِيقها بِإرتبَاك شديد لاحَظهُ "علي" الذي كَان حَالهُ لا يَختلفُ عَنها كَثيرًا فـ كِليهُما تَبدلت حياتَهُما مئة و ثَمانون دَرجة بَين ليلة و ضُحاها ..
تَنحنح مُجليًا حَلقهُ يتَلاشي النَظر إليهَا كَي يُبدد أَفكاره السَوداوية حول وجُودهما معًا مُستعيذًا بالله مِن الشيطانِ الرجِيم و تذكر أَنها أَمانة الشيخ و عَليه الحِفاظ عَليها ..
نَطق "علي" بلسانٍ مُتلعَثم:
-بالنِسبة إلي الوضع الجديد الذي وَجدنا أَنفُسنا بِه أُريد القول ..
قَاطعتهُ "يافا" بكِبرياءٍ تَأبي أَن تتلقي كَلماتٍ تَقضي علي مشاعرها النَقية التَّي وُلدت بمَهدِها:
-أَعلم ما تود قَوله ! كلانا سيتعامل مَع الآخر برسمية شديدة و سأحاول ألا أُسبب لك المَتاعب يكفي للآن ما تَسببتُ بِه ..
زَفر بقوة مِن مُقاطعتهِا لهُ قائلًا بإستيضاحٍ:
-بل أردتُ القول لما لا نُصبح أَصدقاء لَعلنا نتَقابل فِي نُقطة مُشتركة تُخفف عَنا عَناء المشاكل و الإختلافات الفردية ..
إِرتفعَ حَاحبَاها و نَاظرتهُ بِعدم تصديقٍ:
-حَقًا ! تُريدني أَن أكون صَديقتَك ..
أَومأ لهَا برأَسه يَبتسم بخُفوتٍ:
-نَعم لنكُن ملجَأ لأَنفسنا وَقت الإنهيار بالتأكيد سنَمُر بهذه المَرحلة ، حِين نَصل إلي ذروةَ التعب نَكون بحَاجة إلي مَن يُعيننا عَلي التحمل يَمُدنا بالطاقة و الصبرِ خِصيصًا فِي الوقتِ الذي لا تُوجد به عائِلاتُنا ...
أنت تقرأ
حُب فِي زمنُ الحرب
Mistério / Suspenseبَعضُ الجرَائِم يُحاكم الجَاني ، وَ فِي جَريمَتها هِي دِفاع عَن الشَرف أَصبحت الجَانية .. "علي الجندي" و "يافا عزيز" ... 2024