•الفصل الثالث

70 8 2
                                    

القصة: حُب فِي زَمن الحَرب
«الحكاية.. 3 ..»

وَ بَين كُل الأَلم و الحُزنِ ستَجد يدًا تُكفكف لكَ دُموعكَ ، تِلك اليدُ تَمسكَ بِها جَيدًا فَـ هِي مَأمنّك و سَبيلك للنَجاة فِي كُل مَرة تَسقُط بِها ..

(.. ظَهيرة اليومِ التالي ..)

وَضعت "يافا" صِنية عَليها أكوابِ الشَاي فَوق الطاولة الصَغيرة ، تُضيف الرجل الكبير و زوجَتهُ فـ يبدو مِن هيئته و الهَيبة التي يَملُكها أنه ذو نُفوذ بهذا المَكانِ ، ثُم جلست فَوق الأريكة و عَلي ثُغرها ابتسامةُ مُرتبكة أَن يطلُب منها "علي" الظهور أمامَ هؤلاء هَكذا مَعناه أَنهم أهلُ الثقة و علي عِلمٍ بحَادثتها التَّي هَزت المحروسَة بأكملها ...

تَناقلت سَوادويتيها بَينهُم بصمَتٍ شديد قَطعهُ قول الشيخ "صَادق" بنَبرة حازمِة:

-مِن الجيد أنكِ حضرتِ يا إبنتي فَما سأقوله يَخُصك أنتِ أيضًا ...

إرتبكتُ "يافا" و شعرتَ بالقلق الشديد مُتسائلة:

-يخُصني أنا ...؟!

وَمأ الشيخ برأَسهُ لها ليتنحنح مُستضيفًا:

-إسمعيني جيدًا يا إبنتي هُنا بالمنطقة لا يوجد معني لكلمة أسرارٍ فـ دَبة النَملة يعرفها أهلُ الحارة و إكتشَافِهم وجود شاب و فتاة يسكنان بشقة الشيخ صادق يُثير الريبةُ بالتأكيد ...

حَمحم "علي" بنفاذِ صبرٍ بعدَما يأسَ مِن إقناعِ الشيخ قَبل قدوم "يافا" أنّ لا شئ سيَحدُث مِن أفكارهِ السّوداويّة قائلًا:

-ألا تَثق بِي يا شيخي أنتَ أكثرُ دراية بأخلاقِ علي الجندي ..

إِحتدت نَظراتُ الشيخِ "صادق" بغضبٍ شديد فَـ هو لا يتهاون بشئٍ يخُص الدين:

-ما إجِتمعَ رَجلٌ و إِمرأة وَحدهُما إلا و كَان ثَالثُهما الشَيطانُ و العِياذُ بالله ...

أَحست "يافا" بالغباء الشديد كَـ مَن يُشاهد عرضًا مسرحِيًا بمُنتصفه فَـ تساءلَت بحرجٍ شديد:

-مَاذا تَقصد يا شيخ لا أَفهم ما تقوله ...

أَجابُها الشيخُ بصرامَة وهو يغُض بصَره بعيدًا:

-سألني أهلُ الحي عَن هويتكُما و كان يجب أن أُجيب ، شاب و فتاة بهذا العُمر الصغير مَاذا يَفعلان وحدُهما بالشقة فإضطررتُ أن أن أُجيب أنكُما مُتزوجان و أتيتُما مِن الإسكندرية لظروف عمل زوجُك علي ...

تَدلي فَاههُا بصدمة لا تَستعب مَا قاله الشيخُ توًا ، مَاذا يعَني بحديثه أنهُما مُتزوجِان ...؟ ، تَفوهت مُستنكرة حَديثهُ:

-ماذا ... عن أي زَوجين تتحدث ألا تعلم أننا لسنا كذلك و أيضًا الباشا يحميني من الإنجليز و قضي الليلة ليجعلني أطمئنُ أنني بأمان ...

حُب فِي زمنُ الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن