"علي" و "يافا"( الحكاية 6 )
مَرء يومان كَانا بالنِسبة إليهِ عامين ، الثَانية بِدونها و كَأنها سَنة ، و مَعها السَاعات تتقَلص لـ ثَوانٍ ، غِياب "يافا" يُؤثر بِه و إِن كانت حَاضرة فَـ رُوحها المُبهجة غَائبة ..
وَقف "علي" أمامَ باب غُرفتها و التَردُد بَادي علي قَسمات وَجهه ، لا يَعلم مَاذا يفعلُ لإرضائِها هُو لَيس بِخبيرٍ فِي فِهم النِساء فَـ النِساء فِي عَالمهُ تتمحَور حَول والدتهُ و شقيقتهُ و إِنضمت إِليهم "يافا" مَالكة القَلب و إِمرأة العُمرِ ، إمرأتهُ ..!
إِستدار لِكي يُغادر لَكنه تَراجع عَن هَذه الفكِرة و هُو ينظر إلي الحَقيبةُ الوَرقية بِيدهُ ، تَأفف بِضيقٍ فالتَعامُل مَع الجِنس اللطيف أَصعبُ مِئة مَرة مِن التَعامُل مع ضَابط إنِجليزي لَعين ...
حَسم قَرارهُ و طَرق الباب عِدة مَراتٍ ، و جَاءهُ الصمتُ جَوابًا ، إِنها تُعاقبهُ بالصمت بقَسوة مُؤلمة للقلبِ ، و صَمتُ "يافا" عَذابًا لا يَتحملهُ ..
و أَثناء غُمرة شُروده فُتح الباب لتَطل مِن خلفه "يافا" التي نظرت إليه بعتاب شديد و إستدارت دُون أَن تتفوهُ بكَلمةٍ واحدة ، أَيقن "علي" أَنها تَفتح لهُ باب المُصالحة دون أي كَلمة ليَلج وراءَها شاعرًا بالأمل لعودة المِياهُ إلي مَجاريها ...
أَولتهُ ظهرهَا و شَعرها الأسود الطويل ينْسابُ عليه كَشلال مِن الحرير ، تَاه فِي جمال خُصلاتها وود لو يتمَكنُ مِن مُلامستِها لكن الوقتُ لم يَحن بعد ، نَطق وهو مَسلوب النظر إلي خُصلاتها السوداء:
-يــافــا ...
نَاداها بنَبرة صَوتهُ الرَخيم و غَلبه الشَوق للحَديث مَعها ، إِسترسَل الحديث مُستسحمًا إياها:
-هَل ستَظلين تُعاقيبنني بصَمتك هَذا طويلًا ، أَشتاقُ إليكِ و إلي الحديث مَعك يا فتاة ..
رَغم سَعادتها بما أَقر بِه إلا أنَها مازَالت حَزينة مما قَالهُ ، إستَدارت لمُواجهتهُ و رَمقتهُ بنظرَاتها الغَاضبة و المُعاتبة لَهُ فِي آنٍ واحد ليُقر بِذنبِه مُعترفًا بجَريمتهُ فِي حَقها:
-أَعلم أنني قسوت فِي الحديث معك و كُنت دَبشًا أَقذفك بالحجارة دُون مُراعاة لمَشاعرك ، لَكنكِ السبب ! نَعم أنتِ السبب حِين خَالفتِ أَمري و خرجت مِن الغُرفة لإستِقبال أربع شُبان في المنزل جعلتي كلينا يتعرض للإحراج ..
إِرتفعَ حاجبيهَا بإستنكارٍ شديد و إستَوطن الألمُ عَينيها لتَهمس بصوتٍ واهٍ:
-أتخجل مِن الإعترافِ لهم أنني زَوجتك بسبب الحَادثة التي تعرضتُ لها فَأصبحتُ فتاة غير كاملة بعَينيك ..
قَطع المسافة بينهُما إِلا مِن بِضعة سنتيمِترات مُغمغمًا بتبرير مُتمنيًا ألا تَفهمهُ خطأ:
أنت تقرأ
حُب فِي زمنُ الحرب
Mistério / Suspenseبَعضُ الجرَائِم يُحاكم الجَاني ، وَ فِي جَريمَتها هِي دِفاع عَن الشَرف أَصبحت الجَانية .. "علي الجندي" و "يافا عزيز" ... 2024