الفصل الحادي عشر - مأمورية -

960 92 74
                                    

المصائب كثيرة ولكن تلك كانت أفضلهم
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

داخل محل الجزاره الخاص به يجلس فوق كرسيه رافعًا قدم فوق الآخر ببهاء وهو يرتدي جلباب رمادي نظيف و يده تحتضن أرجيلته الذي يرتشف منها بإستمتاع وهو ينظر للعمال حوله هاتفًا بأحدهم :
" ما تنشف كدا و قطع كويس "

ق

اطعه محسن وهو يهرول بسرعه ناحيته قائلاً:
" ألـحـق يـا مـعلـم جــابـر "

أنتفض من فوق كرسيه و أخرج الأرجيلة من فمه قائلا بتسائل:
" مالك يلا ، في إيه "

هتف المدعي ' حسن ' بسرعه وهو يقترب من رب عمله ليجلس بجانب كرسيه بذعر :
" خناقه.. خناقه كبيره يا معلم "

هز رأسه وهو يتشرب من أرجيلته كأنها أكسير الحياه له وما أن انتهي حتي دفع 'محسن ' بظهر يده بقسوة للخلف مما جعله يسقط أرضا ، نظر لحجم يد رب عمله بإستنكار:
" ليه كدا يا معلم "

صاح جابر به بعنف:
" علشان تبقي تجيب أخبار عدله بدل الاخبار الي شبه وشك دي و أخلص عايزين نشوف المصيبه دي "

همم بفتح فمه و الدفاع عن نفسه لكن قاطعه خروج رب عمله من الجزاره بأكمله وهو يحمل بين يديه ساطوره ' نصل عريض الطرف ' ليتبعه.
.

وقف جابر يتابع المشاجره بينهم التي تدور بين عائلتين وكل منهم يحمل سكاكين كبيره يضرب به الأخر.

أدرف بصوت جهوري :
" في إيه يا راجل منك ليه ملمومين زي النسوان و سابين أشغالكم ليه "

غمم أحدهم بإرتباك و عدم فهم :
" مافيش حاجه يا معلم جابر "

ليهمس الطرف الآخر وهو يسحب يده من فوق مقدمه قميص الآخر :
" يرضيك يا معلم جابر أختي تكون ماشيه وابن ال** دا يقعد يضايقها في الراحه و الجايه "

اجابه جابر بهدوء وهو يقبض فوق مقدمه ملابس الفتي:
" لا ميرضنيش وأنا هجبلك حقك لحد عندك و قسما عظما لخلهولك عبره "

أنهي كلامه وهو يلف يده حول رقبته ويضع ساطوره فوق رقبته هاتفًا بشراسه:
" أنت عملي فيها دكر ياض و شيطانك سايقك "

غمغم بسرعه و خوف وهو ينظر ل ' الساطور ' و يحاول أبعد رأسه عنه :
" حقك عليا يا معلم جابر والله ما تتكرر تاني قولي بس ايه الي يرضيك وأنا أعمله "

زمجر بقسوة ويده تعتصر رقبته :
" إلي يرضيني أنك تتأسف لراجل دا و تحب على رجل أخته لحد ما تسامحك يا أما قسماً بالله لأقطع رجلك من المنطقة "

أنهي كلامه دافعا إياه لطرف الآخر ليفعل به ما يحلوا له ، صارخاً بمن حوله :
" ملمحش دكر هنا كل واحد على شغله "

أنتهي من حديثه وهو ينظر لهم بحده وهو يتلاعب بشاربه بتهديد قائلا وهو يشير لصبيه:
" ولا يا محسن تعالي عايزك "

بين براثن متملك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن