الفصل الثامن عشر ـ هروب ـ

705 81 119
                                    

حاربتُك و وقعتُ بك ، رَفضتُك و انهزمتُ بك ، هربتُ وعدٌتُ إليك ، قاومتُك و انتهيتُ بك
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

صرخت بفزع وهي تشعر بالتخبط كلما سمعت صوت إطلاق النار لتشعر بإيدي من غلال حديده تلتف حولها لتحيطها و تنتشلها لأسفل الطاوله..

تشبثت به أكثر وتضم جسدها إليه بخوف ، أغمضت عينيها بقوة و دموعها تنهمر فوق خديها بهلع لتشعر به يربط فوق شعرها هامسًا بخوف لأول مره تسمعه بصوته أو هكذا خيل لها  :
" أهدي متخافيش انا جنبك"

كان الخوف يعصف بها بلا هوادة و يتلاعب بقلبها دون راحمه ..

أبعد وجهه عنه لتزداد ملامحه قساوه و بدا وكأنه على وشك حرق كل شئ حوله فهو يعلم أنهم أتوا لقتلها !

هدر إلياس بشراسه بينما يزيد من حصاره حولها خوفًا من فقدانها:
" محمد ... محمد "

بينما بالخارج سارع محمد لذهاب لرب عمله وهو يسمع صراخه بأسمه و يتشابك معاهم بالنيران من بين الشرفات المتوازيه حتي وقف مقابلاً ل ' إلياس ' صارخًا به :
" إلياس باشا "

أنهي حديثه وهو يقترب منه بحذر من الرصاصات التي تخترق زجاج المنزل .

شعر بالغضب يتزايد بداخله وهو يلعن عجزه و عدم رؤيته لمن حوله إلا أنه ارتدي قناع اللامبالاة القاسية كي يخفي شعوره بالعجز عنهم ، فقال بفتور :
" القبو فين ؟ "

ضاقت عيني محمد بعدم فهم إلا أنه فهم ما يرمي إليه ، غمغم بطاعه:
" اتفضل معايا يا باشا "

استدار ' إلياس '  لعشق ويضع أطراف أصابعه تحت فكيها ليجعلها ترفع رأسها و تنظر له ، قائلا بحنان يشوبه التملك و يتنافر مع قساوة ملامحه:
" عشق.. اسمعيني .. أقسم بالله العظيم ما حد هيلمس شعره منك .. متخافيش و تعالي معايا "

رفعت رأسها وهي تستمع لحديثه و صوته القوي الذي بث شعور الامان بداخلها و يلا الغرابه!
أن تشعر بالأمان بقرب موتها !!

رمشت عشق بعينيها وهي تخفض وجهها محاوله السيطره على خوفها و لجم شتات أنفاسها المسلوبه وهي تهز رأسه له غير قادرة على قول كلمه واحده وكأن احبالها الصوتية تشابكت مع بعضها من شدة خوفها ..

قابض بكفيه على رسغها حتي حفرت أصابعه في بشرتها تاركه آثار ملكيته عليها .. جعلها تمشي بجانبه ليخفي جسدها بجسده العضلي لكي لا تصيبها أي رصاصه تأتي من الخارج ، جاعلاً من جسده واقي لها ..

خطت بقدميها لغرفه أخري تتواجد أسفل السلالم ثم لباب يظهر من العدم ، عند تحريك رأس التمثال الذي يوجد في الغرفه ناحية اليسار .. ليدفعها إلياس لداخل وهو محتفظاً برسغها بين يديه قبل أن يستدير و ينظر ل ' محمد ' قائلا بصوت غامض:
" لم الليله دي و خلص على كل إلي اتبعتوا و غلفهم في هديه حلوه ، انا كدا كدا عارف مين  الي وراهم ، و قابلني في المطار كمان 15 دقيقه "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بين براثن متملك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن