الفصل التاسع _ شك _

970 77 12
                                    

إن لم تستطع المقاومة ، فأستمتع.
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

وقف فارس أمام الجد عدنان الذي يترأس مقعده بجمود و يرفع قدم فوق الآخر :
" أنت عارف انت عملت ايه ؟ "

شعر وكأن تم دفعه في ثقب زمني لن يستطيع أن ينجو منه ليخفض عينه دون أن يرد عليه فهو فهم ما يرمي الجد إليه فالبلد بأكملها تتحدث عما حصل بينه وبين حفيده العمده فكان يعلم أنها بلده صغيره لا يختبئ بها شئ

أشار الجد بأصابعه لرجالته بأن يفعلوا ما أمرهم به .
لينقض ذلك الشباب بالضرب المبرح بالعصا فوق جسده .

والجد يصرخ به :
" بقي أنا استئمنك على بيتي و ضيفتك عندي علشان تاكل في لحمي "

ثبت فارس أنظاره فوق الأرض وهو يرحب بما يفعلوه فهو يعرف أشد المعرفه أنه خان العهد وأنه أخطأ خطأ لا يغتفر عليه فتلقي ذلك الضرب بدون أن يقاوم أي منهم

صدمت تالين وهيا تري ما يفعلوه به وكل ما يصرخ بداخلها أنه لم يقترب منها مثلما فهموا وكأن لسانها شل عن قول ذلك الكلام والتي وأن قالته لن يشكل فارق لهم

رفع الجد أصابعه وهو يصرخ بهم :
" خلاص يا رجاله "

أكمل وهو ينظر داخل عين فارس بحقد :
" تاخد حجتك وتمشي من هنا ومشوفش وشك قريب من بلدي ؛ انت سامع يا دكتور يا محترم "

أنهي كلامه وهو يرفع قفطانه فوق ذراعيه  ليخطي خطواته لداخل ولكن توقفت خطواته و تصنم جسده عندما سمع صوت جهوري يصرخ بتعسف:
" وانت فاكر بضربك ليا هتلم الفضيحه الي حصلت يا حضرة العمده "

التفتت الجد له و تطاير من عينه شرارت الغضب وكأن شياطين الانس والجن تلاحقه وهو يقول بما تعتريه نفسه :
" لا ؛ عايز طلقتين في دماغك وبكدا هعرف أنام الليل "

هز فارس رأسه تأكيد على كلامه و هتف ببساطة وهو يحرك قدمه بصعوبة فهو يشعر وكأنه أسد حبيس ينتظر أن ينطلق عليهم لينهش بهم بضراوة على تجرأهم وما فعلوه معه فلم يسبق أن يهينه أحد مثلما فعلوا معه:
" و تدخل السجن فيا !! و تسيب حفيدتك لمين ملهاش لازمه يا حضرة العمده انا جاهز أكتب عليها دلوقتي و اعملها فرح تتحاكي بيه البلد كلها "

نظر له الجد من الأسفل الي أعلي بحنق وما كاد أن يرد عليه حتي سمع صوت صراخ حفيدته .

صرخت تالين بحقد و كره كبير وهيا تنزل من فوق دراجات السلم بسرعه تتسابق مع دموعها التي تنهمر فوق خديها:
" أنت لو آخر راجل في الدنيا مستحيل اتجوزك "

بينما وقف الجد ينظر بأعين غائمة يسودها الظلام :
" اخرسي يا بت "

دفعته تالين من أمامها وهيا تقول بقهر:
" مش هتجوزه أنسي مش هخليك تعمل الي عملته فيا تاني "

قاطعها الجد بشراسه شاعرًا بالنيران تسري بعروقه بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع للخلف بخوف، زمجر من بين أسنانه وقد أوشك أن يفقد السيطرة على غضبه وخنقها بين يديه حتي تلفظ أنفاسها الأخيرة  :
" مش قولتلك اخرسي "
أنهي كلامه هابطًا بيده فوق وجهها ليجعلها تتصادم بالأرض بقوه

بين براثن متملك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن