الفصل السادس عشر ـ زواج ـ

872 91 207
                                    

أنتفضت من نومها على قطرات ماء تتناثر على وجهها لتشهق بصوت عالي وتنظر حولها بتشتت:
" إيه في إيه"

عدل كأس الماء الذي يحتويه بين يديه وهو يضعه جانب الفراش قائلا بهدوء:
" قومي يلا "

ضمت حاجبيها بإستغراب وذكريات الأمس تعاودها قبل أن تنظر لكل شيء حولها بإنبهار من روعة غرفته وأثاثها وتنسيقها التي دائمًا ما يبهرها ... أخذت تتجول هنا وهناك بعينيها وهي تنظر لكل شئ بتمعن قبل أن تستدرك ما تفعله ...
و حركت يديها بنعومه فوق الفراش لتتسع عينيها بصدمه و تنظر للفراش سريعاً ثم لملابسها وكل ما يدور بداخلها هي ماذا تفعل في فراشه ؟
لتتذكر قبلته لها عنوه عنها لتصرخ به بشراسه وهي تقف من فوق الفراش بفزع وكأن عقرب ما قام بلدغها :
" أنت عملت إيه"

إرتفع أحدي حاجبيه لأعلي بخبث و ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه لعوبه ليقول:
" لسه معملتش بس لو عايزلني انا مش ممانع "

ضمت يديها إلي صدرها وتنظر له بتحدي:
" عشم ابليس في الجنه "

أجابها ببرود ... المنذر بالشر:
" صدقيني مش مهتم "

أكمل وهو يرمي بقنبلته و تمني لو أنه يستطيع أن يري ملامحها الان فمنذ معرفه ما فعلته لم يتمني شئ بحياته كما تمني أن يري من فعلت به هذا و دمرت كل شئ يفعله من سنين لتأتي هي بأيام و تهدم كل شئ فوقه ، فكما شعر بالغضب و الجنون من فعلتها راوده الفضول لرؤيه تلك الفتاه و أزداد انبهاره و تشوقه لرسم ملامحها بداخل عقله عندما ضربته بالخنجر و فرت هاربه كالقطه تفعل جريمتها ولا تهتم بعواقب فعلتها ... فالمهم لديها أنها فعلت ما يجول بداخل عقلها الصغير:
" بطلي كلام ملوش لازمه و يلا علشان المأذون مستني بره "

إستدارت تنظر له بعدم فهم هامسه بتسائل:
" مأذون ايه و مستني مين "

إرتفع ثغره بابتسامة عريضة وهو يردد :
" هنتجوز "

شهقت بصدمه وأعين متسعه لتضغط على شفتيها بقوة تمنع نفسها من الهجوم عليه و ضربه لعلها تشعر بالراحه قليلاً :
" دا انت راحت منك خالص .. اتجوز مين ؟ اتجوزك أنت!! .. منين عايز تقتلني ومنين عايز تتجوزني"

أقترب منها بهجوم وهو يحاصرها بين ذراعيه و الفاصل بينهما محي تماماً وهو يستمع إلى ضربات قلبها المدويه بثوران على صدرها لتنتقل تلك العدوي منها إليه لتجعل أنفاسه تتضارب :
"مش باخد رأيك انا بعرفك هتدخلي تلبسي ولا تخرجي ليه كدا "

أغمضت عينيها وهي تشعر بأنفاسه تلفح وجنتيها لتضع يدها فوق صدره وهي تحاول دفعه بعيداً عنها ، صارخه بجنون فقد طفح الكيل منه :
" أنا مش خارجه ومش هتجوزك ... دا انت لو اخر راجل في الدنيا مش هتجوزك "

رأت قبضته تنقبضان إلي جانبيه.. و فكه يتلوي غضبًا وازدادت ملامحه قساوه قائلا بلا مبالاة:
" معندكيش خيار تاني للأسف "

بين براثن متملك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن