ما بـين الحُـب والحـرب « شطرة من نيران»

بارت⁶ لـِ« ما بين الحُب والحرب»

"ما بـين الحُـب والحـرب."
"البارت السادس."

                  "شطرة من نيران"
     _______________

"إذا لم تُغامِر من أجل شَيْء تحبّه، فأصمُت إذَا خَسرته."

- مارك توين

____________________

‏"يُقال إن من علامات قوة الفكر أن لا يُدهش المرء شيئاً"

- "دوستويفسكي"
___________________

في أحدى المُستشفيات الضخمه في حي الزمالك، كان يجلس في مكتبه وهو يتابع أوراق حالة من حالته المُستعجلة، دلفت المُمرضه ثم أردفت قائلة:
" دكتور أكرم في مشكله كبيره أوي بتحصل "

رد عليها مُعقباً:
" في ايه يا نرمين "

ردت عليه بتوتر قائلة:
" دكتور أبراهيم أمرهم ياخدو فلوس من الناس الي جايه تتعالج بالمجان في قسم الطوارئ"

زفر بقوة ثم تحدث مُردفًا:
" يعني ايه وليه محدش منعه"

ردت مُعقبةً:
" والله يا فندم حاولنا معاه بس هو مُصر"

نهض من مكانه وخرج من مكتبه بغضب، ثم دخل الي مكتب "أبراهيم" ليردف الأخر قائلاً:
" معقوله دكتور مُحترم زيك يُدخل مكتب المُدير كده زي القدر المستعجل"

رد مُعقباً حديثه بغضب:
" أنتَ مصدق نفسك ولا أيه يا أبراهيم أنتَ قاعد عالمكتب ده لـفترة مؤقته، فـ ياريت تتعامل علي ده الأساس وتبطل تُحط قوانين لما غيث يرجع مش هينبسط منها "

ضحك بشده ثم أردف بتهكم:
" هو فين المحروص بقاله خمس سنين مش موجود، الله اعلم ممكن يكون ميت دلوقتي وبيتحاسب"

تحدث "أكرم" بِخُبث:
" لأ ما هو هيرجع قُريب متخافش، ولحد ما يرجع يا أبراهيم قسما بالله لو تـُحط قوانين تخالف قوانين غيث صدقني هتندم "

رد عليه مُعقباً:
" تصدق خُفت"

أخذ نفسًا عميقًا ثم قال:
" الي عندي قُلته يا أبراهيم، ولو خايف علي منصب رئيس الأطباء، صلح الي أنتَ عملته"

خرج "أكرم" ليزفر الأخر بضيق وهو يتمنى من داخله أن لا يرجع "غيث" أبدًا.

~~~~~~~~~~~~~~~~

في أحدى المطاعم المُطلة علي نهر النيل، كان جالسًا وهو شارد الذِهن، ليردف "مُحسن" بملل قائلاً:
" في أيه يا زين أنتَ جايبني علشان تسكُت"

نفخ "زين" بضيق وهو يقول:
" أعمل أيه مع شوق يا مُحسن أنا تعبت "

رد عليه مُعقباً حديثه:
" يابني مش قولتلك أصبر ولا أنتَ بتحب وجع الدماغ"

تحدث بنبرة مُتهكمة:
" لحد أمتا، لحد ما أعجز يعني ولا أيه "

رد عليه بسُخرية قائلاً:
" يابني أفهم الستات دول كائنات رقيقه، لازم تصالحها وتعافر علشانها، مش تستنى الزمن يصالحها"