1

97 4 16
                                    

يقف ساسكي، منهكاً بعد يومٍ أضناه التعب، وهو في عامه الثامن عشر، تائهٌ في دروب مصيره


، روحه مهشمة بخذلان من وثق بهم. أمامه خياران لا ثالث لهما، إما هذا أو ذاك. لكن لفهم كل ما يحدث، علينا أن نعود إلى الماضي.

في قريةٍ صغيرة، بزغت عشيرةٌ عظيمة، ومن لا يعرف الأوتشيها؟ قومٌ باعوا أرواحهم ثمناً لحياتهم، فماذا كان جزاؤهم؟ لا شيء سوى النسيان.




يجلس ساسكي، منتظراً دخول والده، لتبدأ المحاكمة التي ستحدد مصيرهم. ينظر إلى السماء برجاء،


طالباً الرحمة في هذا اليوم الثقيل."أرجو أن لا يحدث شيء اليوم..." همس ساسكي في سره،



صوته يرتجف مع نبضات قلبه المتسارعة."ساسكي!" جاء صوت والده حاداً، قاسياً كالصخر، لا يختلف عن قلبه الصلب الذي لم يعرف الرحمة يوماً


.يرفع ساسكي عينيه نحو والده، فيقابله الأخير بنظرة جامدة، لا تسبقها رحمة.

فجأة، يهوي والده عليه بصفعة قاسية، قائلاً بغلظة: "أنت اللعنة التي حلت على العشيرة!"لم يكن ذلك سوى بداية سلسلةٍ من الضربات واللكمات


، تنهال على جسد ساسكي الصغير، بينما الألم يتغلغل في روحه قبل جسده، كأن كل ضربة تحفر في أعماقه جرحاً جديداً


.لم يجرؤ ساسكي على فتح فمه، فالخوف قيد كلماته، وجعله يختنق بالصمت. فجأة، تدخلت امرأة فاتنة الجمال، تطغى رقّتها على قسوة المشهد،


وتهتف برجاء: "أرجوك، فوجاكو، توقف عن معاقبته... إنها غلطتي، أرجوك، دعه وشأنه."نعم، هكذا هو حال الصغير... يعاقب على أخطاء لم يرتكبها، أخطاء الجميع تتراكم على كتفيه

، فيما يُثقل الألم قلبه الصغير بصمت لا يسمعه أحد."أنا لا أُخالف كلمتي، أفهمتِ؟ عندما تخطئين أنتِ، هو من يُعاقَب." قالها فوجاكو ببرودٍ متجمد، فيما كانت كلماته كالسكاكين


، تخترق الصمت الحالك في الغرفة.لكن ساسكي لم يكن يسمع شيئاً، فقد تهاوى جسده الصغير، مغشياً عليه من شدة الألم والتعب.


كان وعيه يتلاشى، هارباً من عالمٍ لم يرحمه.وفجأة، ارتفع صوت آخر في الغرفة،

ناعم ولكن مليء بالرجاء. "أبي، أرجوك سامحه... أرجوك!" كان هذا صوت إيتاشي، الأخ الأكبر الذي ألقى بنفسه على ركبتيه، متوسلاً والده،

ينظر إليه بعينين تملؤهما الحزن. كان إيتاشي يطلب الرحمة من رجلٍ اعتاد القسوة،

يرجو له الصفح عن خطأ لم يقترفه.فوجاكو، بعد لحظة من الصمت القاسي


، تنهد بإهمال، وكأن ما حدث لم يكن ذا قيمة. "هه... حسناً." قالها بلا اكتراث، وكأن ما سمعه مجرد كلماتٍ في الهواء.


بخطوات باردة، ابتعد عن ساسكي، تاركاً جسده الصغير يسقط كدمية مكسورة على الأرض، عاجزاً حتى عن النهوض


. يخرج فوجاكو من الغرفة، دون أن ينظر إلى الوراء، تاركاً خلفه صمتاً ثقيلاً، وطفلاً جريحاً، وأخاً كبيراً يحمل على كتفيه ثقل العائلة وذنباً لم يكن له يد فيه.



391 كلمه 💓
بارت قصير كمقدمه✨💓

الغراب الصامت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن