الغراب الصامت

2

في تلك اللحظات الحزينة، حينما يتدفق الوجع من قلب الصغير ساسكي، يجد نفسه في حضن أخيه الأكبر إيتاشي،

الذي كان هو الملاذ الوحيد له عندما تقسو عليه الحياة وتتركه وحيدًا.

في هذا العناق الرقيق، يتناثر الألم وتذوب الأحزان بين ذراعي الأخوة، حيث يصبح إيتاشي ليس فقط الحارس، بل الشمعة التي تنير درب ساسكي في عتمة عمره.

يسأل إيتاشي بلهفة حانية، وكأنما تفيض مشاعره من بين كلماته: "أخي الأصغر، هل أنت بخير؟"

وتأتي كلماته كعزف شجي يهدئ من رعشة القلب المرهق. يجيب ساسكي بإيماءة صغيرة،

لكن عينيه اللتين تشعان بحزن عميق تعبران عن كل ما يعجز لسانه عن قوله.

إيتاشي، الذي يحمل في قلبه حزناً أعمق من بحر، يربت على رأس أخيه الأصغر برفق، كأنه يحاول أن ينقل له بعضاً من القوة التي تماسك بها رغم كل ما يعانيه.

ومع وصول صوت والدتهم الرقيق، الذي يخبرهم بأن الطعام جاهز، تتسلل لمسة من الأمل إلى المشهد الكئيب.

لكنها لم تكن إلا وهمًا زائفًا في عالم مليء بالمرارة. ساسكي، برغم كل الجهد الذي يبذله لإخفاء حزنه

، لا يستطيع أن يخفي نظراته المتشبثة بالأمل في عيون إيتاشي. في عينيه، يلتقي الألم بالقلق، ويختلط القهر بالحب العميق

إيتاشي
الذي يعرف أن كل لحظة من هذه الحياة تعادل أبدية في عذابه، ينحني برأسه، يحاول إخفاء حزنه العميق الذي يخنقه.

بينما ينزل إيتاشي بيد أخيه الأصغر نحو أسفل، مستدعياً إياه إلى الطاولة، يظل الوجع يترقرق في عينيه. يجلسان معًا،

بينما تظل نظرات فوجاكو، والد ساسكي، تتجمد في قسوة قاتلة، تنبض بحقد ومرارة.

لا تكتمل الصورة دون ظهور والدتهم، التي غاب حنانها عن ساسكي منذ طفولته، في مشهد يعيد فتح جروح الماضي.

فوجاكو، الذي لم يكتفِ بحرمان ساسكي من حياة طبيعية، بل حرمته أيضاً من عاطفة والدته، يشد قبضته على خيط الحياة البائس الذي يربط بينهما.

وبجانبها، يجلس إيتاشي، محاولاً أن يخفف عن ساسكي مرارة الواقع، راجياً أن تمر هذه اللحظات دون أن تُثار أي مشكلة،

دون أن يُمزق هذا القليل من الهدوء الذي يحنط قلبه.

في تلك اللحظات، بين بقايا الأمل واليأس،

وبين قسوة الحياة وحب الأخوة، يظل إيتاشي وساسكي مترابطين بروحٍ واحد، تبحث عن نور في عمق الظلمات، وتؤكد أن الحب،

مهما كان مغلفاً بالحزن، يبقى المنقذ الحقيقي في كل
محنة.

350 كلمه
البارت قصير 💓✨

رايكم بالشخصيات؟

فوجاكو؟

ميكوتو ؟

ساسكي؟

ايتاشي؟

السرد؟