9

27 1 6
                                    


كان صباحًا آخر في حياة ساسكي، لكنه كان يختلف عن أي صباح آخر أخاه ليس هنا. بالكاد يحرك جسده الهزيل من تحت أغطية الفراش التي بدت ثقيلة

وكأنها تُثقل قلبه قبل جسده. الشمس تسللت بخجل من نافذة غرفته لتضيء على مكتب ساسكي الحديث، ولكن بالنسبة له، كان ضوء الشمس مجرد

تذكير بما فقد. فقد كان يشعر بأن العالم من حوله يضيء إلا هو، يظل محاصرًا في ظلمات الحزن والضياع.

جمع قوته المتبقية ليحاول النهوض، قدماه كانتا ترتجفان مثل ورقة في مهب الريح. كان عقله يصرخ "انهض!"، لكن جسده الضعيف كان يسقط مرارًا

وتكرارًا، كما لو أن الأرض نفسها تتآمر لإبقائه محاصرًا. لم يكن البكاء خيارًا، لكنه تسلل ببطء، تساقطت دموعه مثل مطر صامت، يخشى أن يسمعه

والده. كان كل ما يريده هو أخاه، كان يشتاق إليه بشدة، وكأنه الأمل الوحيد الذي تبقى له في هذا العالم القاسي.

في لحظة من الهوان واليأس، دفعت الرياح النافذة لتفتح ببطء، وكأن القدر أو ربما الملائكة نفسها قد قررت أن تمد له يد العون. فُتح الدرج بعفوية، وكأن

الكون يهمس له، "استمر". تشجع ساسكي بعد هذه الإشارة الغامضة، مدَّ يديه المرتعشتين نحو حافة السرير، كل عضلة في جسده تصرخ في وجهه

"توقف"، لكنه لم يستطع. كان يريد أن يرى صورة تجمعه بأخيه، أن يتشبث بأي ذكرى قد تذكره بأنه ليس وحيدًا في هذا العالم.

وبعد محاولات متكررة ومؤلمة، وصل أخيرًا إلى الدرج. أمسك بطرفه بأصابع مرتعشة، لكنه سقط مرة أخرى، ولكن هذه المرة، المكتب الثقيل هو من سقط

فوقه. شعرت يده الضعيفة بألم لا يوصف، لكن ساسكي لم يصدر أي صوت، كان الألم جزءًا من يومياته، شيء اعتاد عليه.

دخل والده فوجاكو الغرفة على إثر صوت المكتب المتهاوي، والغضب يتطاير من عينيه كالنار. "ساسكي!" صرخ بغضب، وكأن ساسكي هو الجرح

الذي لا يمكن شفاؤه. لكن الصرخة لم تكن نهاية الكابوس. داس والده على المكتب الذي سحق يد ساسكي، وبدأ الألم يتزايد ويتفاقم. شعر ساسكي بأن

ساعده يتحطم تحت وطأة المكتب وضغط والده، لكن في داخله، في أعماق روحه البريئة، ظن للحظة أن المكتب توقف عن إيذائه، وكأن شيئًا داخله قد

انكسر أو ربما استسلم. ابتسم ابتسامة بلهاء، ابتسامة من فقد الأمل، وكأن عقله وجد في الألم نوعًا من الخلاص الغريب.

لكن هذه الابتسامة لم تُطفئ غضب والده، بل زادته حدة. وكأنه يريد أن يمحو كل بقايا البراءة في ساسكي، كسر فوجاكو زجاج النافذة القريب وأمسك

بقطعة حادة منه. كانت يديه ثابتة وباردة، بينما كان قلب ساسكي ينبض بخوف لا يوصف. بخطوة قاسية أخرى، جرحت تلك القطعة الباردة جسد ساسكي

الغراب الصامت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن