14_شُعلة الشمس

191 20 114
                                    

هُنا آثارٌ قدِيمة
هُنا آثارُ قِطعَة تُشبِهُني

.........

أعيُنٌ تُراقِب أنامِل تتحرَّك على رُقعة الشِّطرنج هجينة الألوان و أعيُنٌ تُطالِع تشكيلة أحجارِ الشِّطرنج على الرُّقعة بينما تدفع عقلها لإِيجاد حركة مُناسبة لنيل لقب فوزِ هذه الجولة

الرِّيلاي على ماىِٔدَة إفطار القصرِ كُلُّهم كانو يُكدِّسُون أفواههُم بالطَّعام بينمَا أعيُهم تحُطُّ على رُقعة الشِّطرنج الَّتي تجمع خصمَين يهُمُّون الكُل ، الجدُّ مُقابل الحفيدة ، أُوريانا مُقابِل تُوبياس

مُقلَتي كلٌّ منهما تتَتبَّع تحرُّكات الآخر بتركِيزٍ و عقلٍ يقِظ ، حينما يمسح السَّيد تُوبياس على لحيتِه الَّتي يغزُوهَا الشِّيبُ من فرطِه ثم يحمِل يده لتحرِيكِ بيدقٍ أو حِصانٍ كانت هي تتبَّعه و حينما تُمرّّر هي باقي أصابِعها على ظُفر إبهامها عدَّة مرَّاتٍ كأنَّها تحسُب شيىٔاً ما كان يُراقبها هو الآخر

ما كان يدور حول هذه الطَّاولة الزُّجاجية أمام زُجاج الحديقَة لم يكُن مُجرَّد جولةٍ من الشِّطرنج ، كانت مُرفقة بجولَة تحديقٍ بأعيُنٍ حادَّة يقِظة إلى جانِب جولة مُراقبة الخصم بشكلٍ كُلي

حرَّك السيِّد تُوبياس حجراً آخر بِبُطء و تأنِّي مع نظرة هادىٔة تتخلَّلُها حِدَّة التَّركيز قبل أن يعُود بظهره للوراء مُستنِداً على كُرسِيه الخشبِي و قد مرَّر هو الآخر إِبهامَهُ على نُقوشِ مِقبض العُكَّاز الذَّهبية يعود للمُراقبة في صمت

تحرَّكت بيادِقٌ و أحصنة على تِلك الرُّقعة من خانة بيضاء إلى أُخرى سوداء و العكسُ صحيح ، إِستمرَّت جولَتهم هذه إلى جانِب جولات التَّحديق و المُراقبة لدقاىِٔق أُخرى

على ماىِٔدة الإفطار تلك دَحرج الكُل أعيُنُهم إِلى ما يحصُل على الرُّقعة أعلى طاوِلَة الزُّجاج بين الفَينَة و الأُخرى ، إستمرَّت أحاديثُهم بشكلٍ طبيعي لكِن تلك الرُّقعة إجتذبتهُم إليها في كُلِّ مرة كانو يُطالعونها بتفحُّص قبل العودَة إِلى التَّركيز على إفطارهم و مُقبِّلات الكلام الَّتي لا تُفارق وجَباتِهم

السيِّدَة إِيسُولد تتحدَّث مع حفِيدها الجدِيد بإِبتسامة مُزهرة مُتفتِّحة كأنَّه حفيدُها المُفضَّل بينَ أحفادِها العشرَة ، هُوَّ حفيدُها العاشِر لو كُنتم تتساىٔلون و نعم هي لم تحسُب كارِيسيميا زوجَة حفيدِها فرانتز كما لم تحسِب أنتُون زوجُ حفِيدتِها دِنيس المُنغمِسة في شرحِ شيىٍٔ ما لأخاها كارستِر بكُل جِدية و بكُل روحٍ رياضِية لم تحسُب جِيرد مخطُوبَ رُونا

السيِّدة إيسُولد تتجاهل الجميع و تنفِي إِشارة وُجودِهم من حولِها حين تكتشِف أنَّها تمتلِكُ حفيداً يتمتَّع بأخلاقٍ حميدَة و خِصالٍ نبيلة لا تليقُ سوى بسيِّد النُّبل الَّدي يُحدِّثها بلباقَة و إِحترَام مُنذ أن تعرَّف عليها

قناع الملاىٔكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن