1_ خِتامُ الشَّهر

528 64 111
                                    

" الوُحوش لا تُخلق نحنُ نصنعُ الوُحوش و نقتُلُها "

أستراليا : كانبِيرا

02:34 صباحا

رُواقٌ هادِىٔ ، لا يُسمَعُ فيه سِوى صوتُ كعبٍ يطرُقُ على الأَرض ، إمرأةٌ طوِيلَة ، تنُّورَة سودَاء قصيرَة ، سُترَة جِلدية بلونِ البُن أضِيفوا إلى ذلك شعرٌ أسودَ طوِيل يتمَايلُ معَ كُلِّ طرقَةِ كعب ، تبدُوا كأَيِّ ٱمرأَةٍ طبيعِية تتجَوَّلُ بالفُندُقِ باحِثَةً عن غُرفتِها

لكِن هذا فقَط ما يَبدُوا ، ملامِحُها كَانَت هادِىَٔة ، مُرتَخِيَة ، بَعد ثَوانِي كانَت تقِفُ أمَامَ الغُرفةِ المَنشُودَة ، طَرقَة ، طَرقَتانِ و فُتِحَ البَاب ، رجُلٌ بمُنتَصفِ عقدِهِ الرَّابِع كانَ من فتَح الباب ، ما إن فُتِحَ البَاب حتَّى زيَّنت ٱبتِسامَة وَدُودَة مَلامِحها الجمِيلَة ، و بهُدوءٍ نطَقَت

" مرحَباً ، سيِّد أُوسكَار "

غطَّت وَجهَهُ ٱبتِسامة لعُوبة ، إبتِسامَة حتماً لا تَليقُ بعُمره
نطقَ بصوتٍ لعُوب و الإبتِسامَة لم تُفارِق وجهَهُ المُجعَّد

" لم يُخبِرنِي صاحِبُ المَلهَى أنَّ باىِٔعَة الهوَى بهَذا الجماَل آنِسَة ..."

فهِمت قصدهُ لهذا نبَسَت بنفسِ الإبتسامَة

" فيُونا ، سيِّد أُوسكَار"

مدَّ يدهُ المُجعَّدة لها نابِساً

" إذاً يا جمِيلَة هَل ندخُل "

أومَأت بهُدُوء و هيَّ تصنَعُ ملامِحَ تُقسِمُ لو رأَتها بالمِرآة لٱستَفرغَت لكِنَّها ستَستَحمِلُ لأنَّها من ستَستمتِعُ بالدَّاخِل عكْس توقُّعاتِه ، لِذا وضعَت يدهَا بيَدِه الخشِنَة و دخَلت جوفَ الغُرفَة معهُ تطرُق بكَعبِها البُنِّي ، ما إن ولجُوا أقفَل البابَ بهُدوء ، مَشى بهَا للبَارِ الصَّغير و جلَس قُبالتَها بأريكةٍ حمرَاء ، أشارَ لها كي تسكُب لهُ النَّبِيذ ، و كانَ هذَا ما فعَلت

تصُبُّ نبِيذاً أحمَر كالسَّاىِٔل اللَّزج الذِي سينزِفُه اللَّيلَة ، مدَّت لهُ الكأسَ و جَلَست بأرِيكَةٍ فردِية بجانِبِه اليَمِين ، و بهُدوء مدَّت الكَأسَ لثَغرِها ترتَشِفُ منهُ بضعَ رشفاتٍ ، طرِيقَة طبيعِية لأيِّ شخصٍ غير شخصٍ شهوَانِي كمَن يجلِسُ أمَامَها

وضَعَت الكأسَ بهُدوءٍ علَى الطَّاوِلَة أمَامَها ، أَ قُلتُ هادِىَٔة ، حسنًا هي الآنَ ستبدَأُ اللَّعِب ، اللَّعِبَ بقَذارَة ، لِذلِك طرِيقَة وضعِها للكَأس و ٱنحِناىِٔها كانَ مُغرِيا لشَهوَانِيٍّ قدِرٍ مِثلِهِ ، نطقَ بنَبرةٍ تبدُو كنبرَةِ دُبَابَة مخنُوقَة لها ، ولهُ نبرَة مُغرِية

" إذَن ، هل سنُمضِي اللَّيلَة نُطالِعُ بعضَنا جمِيلَتِي "

بحقِّ الرَّب لقَد ٱرتَشَف رشفَةً واحِدة مِن العِنبِ المُخمَّر ، غيرُ كافيَة للثَّمالَة بتَاتا ، هذا ما جالَ بدِمَاغِها ، لكِن لم تُظهِر هذا علَى ملامِحِها
نطقت بِنفسِ نبرتِها السَّابقة لكِن تتخلَّلُها واحدة لعُوبة

" سمِعتُ أنَّك تُحِبُّ التَّدليك سيِّد أوسكار ، و صدِّقني هذا ثاني شيء أُجيدُه بعد ما أتيتُ لأجلِه "

قناع الملاىٔكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن