١٧. حيث يستفيق بارك جيمين

340 36 58
                                    









يميل عالم جيمين على محوره حتى يسقط على الأرض، عيناه نصف مغمضتين في هدوء حالِم. الألم موجود، لكن فقط مثلما يتواجد الألم في الذاكرة. باهت. بعيد.

وقبل أن يصطدم بالأرض، ينكمش العالم على نفسه. جيمين يُرفع بموجة لا توصف من شيء يحيط به بحب، يدفعه صعودًا وصعودًا وصعودًا حتى يخترق سطح العالم. السرعة تمزقه، لكن لا يوجد ألم. الوعي لا يؤلم.

القوة تمزقه إلى أشلاء، ثم تعيد جمعه، تعيده إلى نفسه حتى يخرج من الحجاب ويختفي الريح. يأخذ جيمين نفسًا. أصوات مترددة تحيط به.

وفي تلك اللحظة، بارك جيمين يستيقظ.

للحظة، في المنطقة التي لا عمق لها بين النوم واليقظة، يشعر جيمين بالذعر. يذعر لأنه لا يعرف أين هو أو ماذا يفعل – لأن هناك أصواتًا تحيط به من كل زاوية، أنين وتنهيدات تعب تضغط عليه. مستلقيًا على الأرض، مضغوطًا على أرضية من الرخام البارد في الغرفة التي تُرك فيها، يتوقف قلب جيمين.

يفتح عينيه، واسعتيْن ومليئتيْن بالخوف. يتفحص جيمين الغرفة.

من مكان استلقائه، يستطيع رؤية السقف. إنه من الزجاج المصقول، ويتدلى ثريا عائمة من وسط الغرفة، تلقي بظلال ذهبية متوهجة على الشخصيات المحيطة به.

"هل الجميع بخير؟" يسأل تايهيونغ من الجهة الأخرى من الغرفة، صوته مجهد وبحّة في حنجرته وكأنه كان يصرخ.

يستجيب أحدهم بأنين، "أنا بخير، لكن رأسي يؤلمني بشدة." إنه نامجون. "أعتقد أن جيمين قد بدأ يستعيد وعيه."

وبعد بضع نبضات، تتداخل بعض الشخصيات في رؤيته. هناك تايهيونغ، بعينيه الصفراء اللامعة وشعره الأخضر الغامق، وهناك عيون هوسوك البنفسجية الزاهية تحدق به. "هل هو بخير؟" يسأل هوسوك بينما يلمس جانب جيمين.

Park Jimin's Guide to Good Housekeepingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن