بدخولهم المهيب، انحنى الجميع احتراماً للامبراطور وولي العهد ماثياس
بعد ان شاهدت بيناري الجميع ينحني، انحنت هي ايضاً
ثم بعد ان سمح لهم الامبراطور برفع رؤوسهم، توجهت عيون بيناري نحو الامير،
لقد كان وسيماً جداً بعيونه الزرقاء وشعره الاسود ووجهه الحاد، بجسدٍ مثالي كان حضوره يعطي طابعاً مهيباً
يبدو بارداً للغايه، كيف اصبح صديقاً لشخصٍ دافيء مثل فابيان، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي تفكر به بيناري الان
تقدم فابيان نحو بيناري، "لقد تعبت حقاً من تملق هؤلاء النبلاء، كيف تسير المأدبه معك بيناري؟"
"انها اسوء مما كنت اتوقع" اجابته فوراً دون التفكير مطولاً
ضحك فابيان، "حسناً يبدو اننا متشابهين من هذه الناحيه، كره المآدب والنبلاء"
اومأت بيناري مع ابتسامه، لكنها تذكرت للتو ان فابيان كان بجانب والدها، لماذا هو بجانبها الان؟
" فابيان، اين ابي؟ "
تهربت عيون فابيان مع ابتسامه محرجه ناحية والده الذي كان محاطاً بالنبلاء ثم اجابها " لقد تخلصت منهم لا يمكنك لومي على هذا"
ضحكت بيناري على تصرف اخيها ، ربما يفضل الان ان يكون في ساحة المعركه على ان يكون في قاعة المأدبه هذه "لن الومك على هذا" قالت بيناري مع ابتسامتها
من بعيد بدى الامبراطور كما لو انه يناقش اموراً سياسيه جاده مع ابنه، لقد كانت تعابيرهم جاده
لكن في الواقع، حاول الامبراطور اقناع ابنه في الزواج
" ماثياس، انظر الى كل هذه الانسات الجميلات متى تخطط لجعلي سعيداً بزواجك، اريد احفاداً ايضاً، لستُ مهتماً بالزواج السياسي يمكنك اختيار من تريد، لذلك اتمنى ان ينبض قلبك لفتاة عمّا قريب"
"لقد تزوج والدي في عمر السابعه والعشرين، كيف تطلب مني الزواج الان" تحدث ماثياس كما لو كان يقطع جميع آمال والده في تزويجه
" لا يمكنك التحجج بي، انظر جيداً أحقاً لا تجذب ايُ فتاةٍ انتباهك؟؟ " قال الامبراطور بنفاذ صبر
بعد ان قال الامبراطور هذا، جابت عيون ماثياس في قاعة المأدبه، لكن كلما نظر اكثر كلما زاد اشمئزازاً
يسعى الجميع نحو مصالحهم، الفتيات يحاولن جذب الرجال، والرجال يحاولون جذب المسؤولين الكبار، كانت علاقات مبنيه على التظاهر
" لا اخطط للزواج لاطول فتره ممكنه" اردف ماثياس بعد ان رأى هذا الوضع، وبقيت عيناه تجوب المكان
في مكانٍ بعيد التقطت عيناه صديقه فابيان يقف الى جانب شخصٍ ضئيل يتحدث بإستمتاع
قبل ان تتاح الفرصه للامبراطور على الرد قال ماثياس بسرعه "سأذهب الى جانب فابيان" لقد كره حديث الزواج هذا وحاول التهرب
اثناء سيره كان لديه هاله قاتله لم يجرؤ احدٌ على الاقتراب، ثم اخيراً قد وصل الى جانبهم، لم يدرك فابيان ذلك لانه كان يقف بشكل معاكس، حتى انحنت بيناري التفت فابيان ورأى ماثياس يقف خلفه
"ماثياس، انت لم تضعني حجةً للهرب من الامبراطور مجدداً اليس كذلك؟ " تحدث فابيان بإستنكار وهو يضيق عينيه،
لم يكن في علاقتهم اي رسميه، لقد كانت صداقتهم مريحه
"لن يؤثر ذلك بك على اي حال" تكلم ماثياس ببرود، ثم اخيراً انتقلت عيناه الى الشخص الذي كان متجمداً منذ وصوله، تلاقت عينيه الزرقاء البارده مع عينيها المتوتره اللامعه كالنجوم
" دعني اعرفك، انه بينار اخي الصغير" قال فابيان ذلك بعد ان رأى اتجاه نظر ماثياس
"ارى، لديك اخٌ جميل" تحدث بنفس نبرته البارده، لم يكن احدٌ اخر ليفهمه، لكن فابيان فهم ان مقصده لم يكن نبيلاً كما هو الحال مع طريقة كلامه
"ماثياس!" نطق فابيان محذراً عندما تذكر نقاشاً دار بينه وبين ماثياس،
اخبره فيه ماثياس ان النبلاء يتظاهرون بمعرفة كل شيء، بينما لا يمكنهم التفريق بين ان كلمة جميل لوصف الفتيات، ووسيم هي لوصف الرجل،
لم يسمع قط بفتاة تم وصفها بالوسامه، ثم لماذا عليهم وصف الرجال بالجمال
في ذلك الوقت اجابه فابيان قائلاً انه يفكر كثيراً
"حسناً، لا تفكر كثيراً " كان هذا رد ماثياس الان
"لكنك تفكر كثيراً" ردد فابيان وهو ينظر اليه كما لو انه يطلب منه عدم قول المزيد امام اخيه الصغير
انزعج ماثياس ولم يرغب بالاستمرار، تحدث منهياً الكلام "ان المكان خانق هنا دعنا نذهب الى الشرفه"
وجد ماثياس انه من المهين ان يكون هنالك رجل بهذه الهيئه الصغيره، عندما كان فابيان في عمره هل كان بضعفِ حجمه؟
لازالت بيناري متصنمه ولم تستطع التكلم
ما الخطب في وصفها بالجميله لماذا انفعل فابيان هكذا، كان الجميع يقول لها هذا ولم يتأثر فابيان سوى بكلام ماثياس"بينار، سأذهب مع ماثياس اعتني بنفسك جيداً ولا تتأذى اذا اقترب احدٌ منك فقط تجاهلهم لن يجرؤ احد على فعل اي شيٍ لك" كان فابيان قلقاً من تركها في مكان ينتقدها بينما كان والداه مشغولين.
"لا بأس اخي، يمكنك الذهاب سأكون بخيرٍ هنا" اجابته بيناري مع ضحكه مريحه لكي يطمئن
شاهدتهم بيناري يسيرون بعيداً بإتجاه الشرفه ثم عادت الى زاويتها
_____________
يتبع
أنت تقرأ
بيناري / BEINARY
Ficción históricaكان معروفا ان خداع النبلاء وعيش الفتاة متنكره كفتى منذ القدم انها جريمه ازدراء العائله الامبراطوريه وعقابها الاعدام بينما كانت مجبره على هذا بذلت اقصى جهدها لانهاء هذه المهمه لاجل اخوانها في الميتم لكن الان وبعد ان تم كشفها لماذا يبدو كما لو ان الجم...