ابتعدت نسليهان وخرجت من الغرفة.
غوفين بهمس: "هير، لستِ بخير..."
نظر غوفين إلى الأرض قليلاً ثم رفع رأسه واتجه نحو باب الغرفة، فتحه وخرج. نظر إلى يمينه فرأى ممرضاً يقف ويُراجع بعض الأوراق. اقترب منه.
غوفين: مرحباً.
الممرض: أهلاً غوفين هوجام.
غوفين: سأسألك شيئاً. هل رأيت فتاة ترتدي طقم أبيض وشعرها أشقر؟
الممرض: إيفيت.. لقد ذهبت باتجاه غرف المستودع.
غوفين: تمام، شكراً لك.
الممرض: العفو.
ابتعد غوفين واتجه نحو غرف المستودع.
غوفين: ما الذي أخذكِ إلى هناك يا نسليهان..؟
--
في إحدى غرف المستودع، كانت نسليهان تجلس على الطاولة وتنظر خارج الشباك بشرود.
نسليهان بغصة ودموعها على خديها: ما معنى ما قاله الآن؟ لماذا يسأل شيئاً كهذا؟ أنا متأكدة أن ليس لهذا علاقة بمرضها...
--
وصل غوفين إلى الممر الذي توجد به غرف المستودع.
غوفين بهمس: أين أنتِ الآن؟
غوفين بصوت أعلى: نسليهان؟
سمعت نسليهان صوته لكنها لم تجبه.
غوفين: نسليهان، أعلم أنك هنا. اخرجي هيا...
وقفت نسليهان ومسحت دموعها، تنفست بعمق ثم اقتربت من الباب وفتحته.
التفت غوفين نحو الباب الذي كان يفتح واقترب ببطء.
خرجت نسليهان من الغرفة ونظرت إليه.
اقترب غوفين أكثر ونظر إلى وجهها.
غوفين: هل...هل بكيتِ؟
نسليهان بثقة: هير، طبعاً لم أبكِ. ماذا تريد؟
غوفين: هير، بكيتِ، أنا أعلم.
نسليهان بغضب مكبوت: غوفين، أقول لك لم أبكِ.
غوفين: حبا بالله يا نسليهان، هل تعتقدين أني لن أعرف إذا كنتِ قد بكيتِ أم لا؟ انظري إلى عينيكِ، هما كالدم حمراء...
نسليهان وهي تنظر في عينيه: أنا إن قلت نعم أو لا، هل سيتغير شيء في حالة إيجة؟ لأجيبك أنا: لا، طبعاً لا.
اقتربت نسليهان منه لتغادر، لكن صوت غوفين أوقفها.
غوفين: يعني كلامي صحيح، بكيتِ...
توقفت نسليهان، التفتت ونظرت إليه بتهكم: لا... يعني... لك... دكتور غوفين أيدن.
غوفين: إذاً لماذا توترتِ؟ لماذا هربتِ وبكيتِ عندما سألتكِ إن كنتِ قد أخذتِ حبوباً مهدئة؟