2

879 7 0
                                    

---

الفصل الثاني: بداية الانجراف نحو الظلام

مرت أيام قليلة بعد الحفل، وإميلي لم تستطع التخلص من الشعور الغريب الذي خيم عليها منذ تلك الليلة. لقاءها مع ديميتري فالكوني كان قصيرًا، لكنه ترك أثرًا كبيرًا. كلما تذكرت تلك اللحظة، كانت تشعر بعدم الارتياح. لم يكن هناك سبب واضح لتصرفاته الغريبة، لكنها كانت تدرك أن هناك شيئًا خاطئًا.

في الصباح، كانت إميلي تمارس حياتها كالمعتاد، تخرج من شقتها الصغيرة إلى المكتبة حيث تعمل. الحياة في حيّها البسيط كانت مختلفة تمامًا عن عالم الأثرياء الذي دخلته صدفة في الحفل. لكن في طريقها إلى العمل، لاحظت شيئًا غير عادي. سيارة سوداء، كانت نفسها السيارة التي توقفت أمامها بعد الحفل، متوقفة على الجانب الآخر من الشارع.

إميلي (في نفسها): "لا يمكن أن تكون صدفة..." تسارعت نبضات قلبها وشعرت بالخوف يتسلل إليها. حاولت تجاهل الأمر والمضي قدمًا، لكنها شعرت أن هناك من يراقبها.

---

في مكاتب فالكوني العالمية

في مكتبه الواسع ذي الإطلالة البانورامية على المدينة، جلس ديميتري خلف مكتبه. منذ تلك الليلة، لم تتوقف أفكاره عن الدوران حول إميلي. لقد بدأ الهوس يتعمق في عقله، ولا يستطيع التخلص منه. كل محاولة للتركيز على أعماله الكبيرة باءت بالفشل. لم يعد شيء يهمه سوى فكرة واحدة: "يجب أن تكون لي."

دخل ماركوس، شقيقه الأصغر، إلى المكتب بعجلة. كان يحمل ملفًا بين يديه.

ماركوس: "لقد جمعت المعلومات التي طلبتها عن إميلي لوكاس."

ديميتري (بجديّة): "أخبرني."

فتح ماركوس الملف وبدأ في التحدث: "إميلي لوكاس، 25 عامًا، تعمل في مكتبة صغيرة في الجزء الغربي من المدينة. عائلتها من الطبقة المتوسطة، والدتها متوفية، ووالدها يعيش في مدينة أخرى. ليس لها أي سجل جنائي، وهي تعيش حياة بسيطة وهادئة."

توقف للحظة ونظر إلى شقيقه.

ماركوس: "ديميتري، لا أرى سببًا يجعلك مهتمًا بهذه الفتاة. إنها عادية جدًا، ليس لها أي علاقة بعالمنا."

ديميتري (بصوت بارد): "هذا ما يجعلها مختلفة. إنها نقية... بريئة. شيء لا أستطيع الحصول عليه بسهولة."

ماركوس: "ولكن... هل تعتقد أن هذا الهوس صحي؟ لا يمكنك إجبارها على شيء."

ديميتري (بتوتر خفي): "أنا لا أجبر أحدًا. سأجعلها تحبني. إنها فقط لا تدرك ذلك بعد."

---

في المكتبة

بينما كانت إميلي تنظم الكتب في الرفوف، دخل أحد العملاء. بدا وكأنه رجل عادي في منتصف العمر، لكنه كان يحمل في عينيه نظرة غير مريحة.

الرجل: "هل أنتِ إميلي لوكاس؟"

إميلي (بقلق): "نعم، كيف يمكنني مساعدتك؟"

ابتسم الرجل ابتسامة باردة وقدم لها بطاقة تحمل اسم "فالكوني العالمية". الرجل: "السيد ديميتري فالكوني يرغب في دعوتك على العشاء. إنه يود مناقشة أمر مهم معك."

شعرت إميلي بالارتباك. لماذا يريد هذا الرجل القوي والعالمي التحدث معها مرة أخرى؟ كان شيئًا غريبًا جدًا. حاولت التهرب بأدب.

إميلي: "أنا آسفة، لكنني مشغولة، لا أعتقد أنني أستطيع الذهاب."

لكن الرجل لم يبدُ وكأنه يقبل الإجابة.

الرجل: "السيد فالكوني لا يحب الرفض. أعتقد أن الأمر سيكون لصالحك إذا قبلت الدعوة."

---

الحدث المشوق في نهاية الفصل:

في تلك الليلة، بينما كانت إميلي تستعد للنوم، سمعت صوت طرق على الباب. لم تتوقع أحدًا، خاصة في هذا الوقت المتأخر. بحذر، توجهت نحو الباب وفتحت فتحة صغيرة لترى من الطارق.

كانت السيارة السوداء واقفة أمام منزلها، والرجل الذي جاء إلى المكتبة يقف عند الباب.

الرجل (بصوت منخفض): "السيد فالكوني لا ينتظر طويلاً. يجب أن توافقي."

---

ينتهي الفصل هنا على وقع التوتر والرهبة، تاركًا القارئ في حالة من التشويق لمعرفة ما إذا كانت إميلي ستتمكن من الهروب من قبضة ديميتري أم أنها ستجد نفسها محاصرة أكثر فأكثر في عالمه المظلم.

---

هذا الفصل يُظهر بداية تدخل ديميتري في حياة إميلي بشكل أكبر، مما يزيد من إحساس الخطر والهوس الذي يشعر به تجاهها. الأحداث تُظهر كيف يبدأ الخطر يتسلل إلى حياتها الشخصية ببطء، مع توتر متصاعد.

بين جنون العشقWhere stories live. Discover now