3

808 8 0
                                    

---

الفصل الثالث: شبكة من الأكاذيب

مرت أيام قليلة منذ أن تلقت إميلي تلك الدعوة الغامضة من ديميتري فالكوني. رغم أنها تجاهلتها، إلا أن الشعور بالخوف لم يفارقها. السيارة السوداء كانت لا تزال تظهر بين الحين والآخر أمام شقتها، ورجال مجهولون بدأوا يترددون على المكتبة التي تعمل بها. كان من الواضح أن ديميتري لم يقبل رفضها بسهولة.

في صباح يوم جديد، استيقظت إميلي على صوت هاتفها يرن. نظرت إلى الشاشة، وكانت رسالة نصية غير متوقعة:

"أراكِ قريبًا، إميلي."

كان الرقم غير معروف، لكنها كانت تعرف من أرسلها. كان ذلك كافيًا لزرع الخوف بداخلها مرة أخرى. لم يكن ديميتري شخصًا يستطيع المرء تجاهله.

---

في مكان آخر: مكتب ديميتري

جلس ديميتري في مكتبه المترف، يشاهد شاشة كبيرة تعرض صورًا من كاميرات مراقبة وضعت حول شقة إميلي. كان يراقبها، لكن بطريقة غير مباشرة. لم يكن لديه نية لإيذائها، على الأقل ليس جسديًا. أرادها فقط أن تدرك أنه الأقوى، وأنه من المستحيل عليها الهروب من قبضته.

دخل ماركوس إلى المكتب بحذر. كانت العلاقة بينه وبين شقيقه توترت بشكل ملحوظ منذ أن بدأ هذا الهوس. كان ماركوس يعلم أن ديميتري كان ينحدر بسرعة نحو الجنون، ولم يكن يعرف كيف يوقفه.

ماركوس: "ديميتري، علينا أن نتحدث."

نظر ديميتري إلى شقيقه من دون اهتمام.

ديميتري: "أنت هنا لتلقي محاضرة أخرى، ماركوس؟"

ماركوس: "لا، ولكن هذا الهوس بإميلي... إنه يدمرك. إنها ليست لك. يجب أن تتوقف."

ابتسم ديميتري بهدوء، ثم قال بنبرة باردة:

ديميتري: "إنها لا تعرف ذلك بعد، لكنها ستكون لي. وأنا لا أخسر أبداً."

---

في المكتبة

بينما كانت إميلي تعمل في المكتبة، اقترب منها رجل آخر غير مألوف. كان يبدو مختلفًا عن الآخرين، وكان يحمل بين يديه حقيبة صغيرة.

الرجل: "السيد فالكوني يود أن تتسلمي هذه."

نظرت إميلي إلى الحقيبة بقلق.

إميلي: "أخبره أنني لا أريد شيئًا منه."

لكن الرجل أصرّ، وألقى الحقيبة على الطاولة برفق قبل أن يغادر بسرعة. لم يكن لديها وقت للرفض. عندما فتحت الحقيبة ببطء، وجدت فيها عقدًا من الألماس، ورسالة قصيرة مكتوبة بخط أنيق:

"تذكري، إميلي، كل شيء يمكن أن يكون ملكك. كل ما عليك فعله هو أن تقبلي."

شعرت إميلي بالقشعريرة. لم تكن هداياه سوى وسيلة أخرى لمحاولة السيطرة عليها، وكانت تدرك أن قبولها للعقد يعني السماح لديميتري بالتحكم بحياتها.

---

الحدث المشوق: محاولة الهروب

في تلك الليلة، جلست إميلي في غرفتها، تحاول التفكير في خطة للتخلص من هذا المأزق. لم يكن بإمكانها التوجه إلى الشرطة؛ ديميتري كان يتمتع بنفوذ كبير، وكان من السهل عليه إسكات أي تحقيق. كانت تعلم أن الهروب هو خيارها الوحيد، وأن عليها اتخاذ قرار حاسم قريبًا.

اتصلت بصديقتها المقربة، صوفي، طالبة مساعدتها. لم يكن لديهما خيار سوى وضع خطة للهروب من المدينة. لكن الأمور لم تكن بهذه السهولة.

إميلي (بصوت مهزوز): "صوفي، أنا خائفة... لا أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة. عليّ الهروب."

صوفي (بحنان): "سأساعدكِ، إميلي. سنتوجه إلى مكان لا يستطيع ديميتري الوصول إليه. لكن عليك أن تكوني قوية."

مع تسارع الأحداث، بدأت إميلي تستعد للهروب، جمعت ما تستطيع من أغراضها الشخصية وقررت مغادرة المدينة في الليلة التالية. لكن في مكان ما بعيدًا، كان ديميتري يعرف كل تحركاتها. لقد كانت كاميراته تراقب كل خطوة تقوم بها، وكان على علم تام بخطتها.

---

المواجهة الكبرى في نهاية الفصل

في منتصف الليل، بينما كانت إميلي تستعد للهروب، سمعت صوت طرق خفيف على باب شقتها. تجمدت في مكانها. كانت الساعة متأخرة جدًا، ولم تتوقع أي زائر. اقتربت من الباب ببطء ونظرت عبر العين السحرية. ما رأته جعل قلبها يسقط في صدرها.

ديميتري كان واقفًا هناك.

بصوت ناعم وبارد، قال من خلف الباب:

ديميتري: "إميلي، افتحي الباب. أعلم أنكِ هنا."

شعرت إميلي بالذعر، لكنها كانت تعرف أنها لا تستطيع السماح له بالدخول. حاولت البقاء هادئة، لكن صوتها كان يرتجف عندما أجابت:

إميلي: "غادر. لا أريد أن أراك مرة أخرى."

سمعت صوت ضحكة خافتة من ديميتري.

ديميتري: "إميلي... لن تتمكني من الهروب مني. أنا دائمًا أعرف مكانك."

بدأت إميلي تتراجع إلى الخلف، تحاول إيجاد طريقة للهروب من النافذة أو من مخرج آخر. لكن قبل أن تتخذ خطوة أخرى، اقتحم ديميتري الباب بقوة، ليجدها واقفة أمامه، مذعورة تمامًا.

ديميتري (بهدوء غريب): "لقد حذرتك، إميلي. لا يمكنك الهروب من قدرك."

في تلك اللحظة، شعرت إميلي بأن كل شيء قد انتهى. لم يكن هناك مكان تذهب إليه. كان ديميتري هو القفص الذي لا تستطيع الهروب منه.

---

ختام الفصل:

ينتهي الفصل بمواجهة درامية بين إميلي وديميتري، تاركًا القارئ في حالة من الترقب لما سيحدث بعد ذلك. إميلي تقف وجهاً لوجه مع الرجل الذي حول حياتها إلى كابوس، وديميتري يقف هناك، مقتنعًا بأنه لن يسمح لها أبدًا بالابتعاد عنه.

---

هذا الفصل يُصعد الصراع بين إميلي وديميتري بشكل كبير، ويُظهر كيف يتحول هوس ديميتري من مراقبة إلى مواجهة مباشرة.

بين جنون العشقWhere stories live. Discover now