crossing the butterfly /02

193 9 0
                                    

بعد عشر ساعات من دوامهم الشاق ، شعرت ماريانا بالتعب ينخز في عظامها.
ماري: اخيرا سأعود إلى المنزل ! همست لنفسها وهي تتطلع إلى الافق.
ثم تسائلت بصوت منخفض ،
ماري: اين جوليا؟ يجب ان اجدها. بعد لحظه من التفكير ، قررت انها لن تنتظر اكثر، فاتجهت إلى الخارج.

عندما وصلت إلى المنزل ، استقبلتها رائحة الطعام الطازج ، لكنها لم تكن جائعه. قامت بأخذ دوش سريع ، شعرت بالماء ينعشها وينعش افكارها المتعبه. بعد ساعتين من الدراسه ، شعرت انها بحاجة إلى استراحه.
خرجت من غرفتها ووجهت سؤالها إلى امها ،
ماري: امي، اريد ان اذهب للتنزه في الحديقه.
الأم: هل انتهيت من دراستك؟ سألت امها.
ماري: هممم، نعم، بألتاكيد ! اجابت ماريانا مبتسمه ، رغم انها لم تكن قد انهت كل ما كانت تخطط له.
الام: حسنا، إذن إذهبي،لكن لا تتأخري. كانت كلمات امها تثير في نفسها إحساسا بالحريه.
ماري: حاضر! خرجت ماريانا من المنزل، وفي قلبها امل ان تجد هناك ازهارا وفراشات جميله تتراقص بالهواء.

في الوقت نفسه، كان ألكسندر على الجانب الآخر من المدينة، محاطا بأجواء من الغموض والترقب. تحدث بهدوء عبر الهاتف،
ألكسندر: كم الاجر؟
المتكلم عبر الهاتف: ثلاث ملايين. جاء الصوت من الطرف الآخر.
ألكسندر: حسنا، اوافق. ارسل لي العنوان. وبعد ان حصل على التفاصيل ، اطلق تنهيده قصيره.
توجه ألكسندر إلى اندريه ، الذي كان يجلس في الزاويه، مستعدا للأنطلاق.
ألكسندر: اندريه،
أندريه: ماذا هناك؟ رد اندريه بصوت عميق.
ألكسندر: فلنجهز انفسنا. لدينا مهمة قتل.
أندريه: حسنا، دقيقه و سنكون جاهزين.
اخذ ألكسندر نفسا عميقا ، عازما على التركيز على ما ينتظره. كان يعرف ان هذه المهمة ستكون صعبه ، لكن لا شيء في عالمه كان سهلا. لقد نشأ في هذه الاجواء، ولم يكن لديه خيار آخر.

فجأة دوى صوت محرك سياره قوية في الافق. ألكسندر و أندريه وصلا إلى موقع المهمة. كانا يرتديان ملابس داكنه ، وملامح وجههما تعكس للتركيز و التصميم.
ألكسندر: تذكر، الهدف هو الحصول على المعلومات ثم إنهاء المهمة.
أندريه: هل انت متأكد اننا سنجدهم هنا؟ سأل اندريه .
ألكسندر: نعم، هناك معلومات مؤكده. سيكونون بداخل ذلك المبنى.

عندما وصلت ماريانا إلى الحديقة ، استنشقت الهواء النقي وتوجهت نحو الزهور. كانت تشعر بالسعاده وهي تراقب الفراشات، وفجأة رأتها ! فراشة المورفو، بألونها الزاهيه، كانت تحلق برشاقه.
ماري: احتاج فقط لملاحقتها ! قالت ماريانا لنفسها ، وبدأت تركض وراء الفراشة.
ولكن بينما كانت ماريانا تلاحق الفراشة الزرقاء النادره، ركضت بخفة عبر الحديقه، عيناها اللامعتان لا تريان سوى اجنحة الفراشة التي ترفرف كأنها حلم لا يمكن الوصول إليه. في غمزة تركيزها، لم تلاحظ الرجل الذي وقف امامها ، فجأة اصطدمت بصدره بقوة، لتشعر بصلابته كجدار من الفولاذ. رفعت رأسها بسرعه، عيناها البنيتان الطفوليتان متسعتان في مفاجأه وخجل.

ماري: اسفه....همست بصوت خافت، لكنها لم تعر اهتماما كبيرا لمن اصطدمت به ، اذ كانت كل افكارها ما زالت منشغله بالفراشة التي حلقت بعيدا.

ألكسندر ، الذي لم يعرف معنى الارتباك من قبل، وجد نفسه لوهلة عاجزا عن الكلام. عينيه السوداوتان الحادتان تراقبان الفتاة الصغيره التي ركضت مثل طفله ، غير مدركه بأنها قد اصطدمت بأخطر رجل في المدينه.
عادة ما يخشاه الجميع ، لكن هذه الفتاة....لا يبدو انها تدرك حتى من هو. نظر إلى وجهها ، إلى عينيها اللتين تلمعان كأنهما تعكسان عالما بريئا بعيدا عن الظلام الذي يحيط به.

وقف جامدا للحظات ، مراقبا كيف استدارت ماريانا لتعود لمطاردة الفراشة ، ركضت بخفة ضاحكه ، وكأن الكون بأسره لا يهمها سوى تلك الفراشة الصغيره. شيء من حركاتها ، في براءتها المفرطه، اخترق قسوته المعتاده. رفع يده ببطء، وكأنه يريد ان يمسك وجهها ، لكنه توقف في اللحظه الاخيره.

ألكسندر: ماذا تفعل هذه الفتاة؟ تساءل في داخله. كيف يمكن لشيء بسيط كهذا ان يثير فيه مشاعر غريبه؟ لم يكن متأكدا بعد ، لكنه شعر بشيء غير مألوف ، شعور يشبه الخدر ينساب عبر جسده. لم يكن هذا مجرد اهتمام عابر....لقد بدأ يشعر بشيء اعمق ، لكنه لم يكن مستعدا بعد للاعتراف به.

ماريانا التي لم تكن تلاحظ سوى الفراشة التي ابتعدت، تركت الكسندر واقفا مكانه، محتارا بين مشاعره المتضاربه. رأى فيها شيىا نادرا ، شيئا لا ينتمي إلى عالمه المظلم والقاسي. لكنه في تلك اللحظه ، لم يكن مستعدا لقبول ان فتاة صغيره كهذه قد بدأت تفتح بابا داخل قلبه المغلق من زمن طويل.

Crossing the Butterflyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن